صادم.. من قلب باب سبتة “الدار”.. دموع وتدمر وقهر من واقع تجار التهريب المعيشي
الدار / رشيد محمودي – تصوير : منير الخالفي
تقلص عدد الأشخاص الذين يمتهنون ما يدعى بتجارة التهريب المعيشي، بمنطقة باب سبتة "المحتلة"، شمال المغرب، خلال ثلاثة شهور الأخيرة وبالضبط منذ عيد الأضحى الماضي، نظرا للحصار الذي يعانون منه وافتقار لأدنى شروط الكرامة الإنسانية.
الساعة تشير إلى 23 ليلا، برد قارس، خوف وترقب، لنساء ورجال من مختلف الأعمار، ينتظرون فرصتهم لولوج باب سبتة، بحثا عن لقمة عيش ممزوجة بالذل والإهانة، نظرا لغياب بديل اقتصادي لمنطقة الفنيدق التي تفتقر لشركات قادرة على استعاب سكان المنطقة لتوفير قوتهم اليومي.
الفقر والحاجة وغياب فرص الشغل وانتشار البطالة بشكل مخيف، كابوس انقض على سكان منطقة الفنيدق، ليجدون أنفسهم مجبرين على امتهان تجارة التهريب المعيشي، في بيع المنتجات الغدائية وبعض الاقمشة وثارة في جمع نفايات منطقة باب سبتة المحتلة.
دموع وبؤس يغطي ملامح "التجار"، وسخط عارم لممتهني التهريب المعيشي، في انتظار رد فعل مسؤول لإنقاذ فئة عريضة من أبناء المنطقة.
وعبر بعض التجار، بعد محاولات متكررة من طاقم موقع الدار، عن تذمرهم من الواقع البئيس الذي يعانون منه كل ليلة من ليالي شهر شتنبر القارس، إذ الخوف رافق تصريحاتهم بحجة منعهم من ولوج المعبر مرة أخرى في حال الكشف عن هوياتهم فيما اختار آخرون الرفض عن الحديث عن تجربتهم بمعبر باب سبتة.
وقال أحد المتدخلين :" ليس لنا بديل من غير مهنة التهريب المعيشي.. نعيش الذل والإهانة في كل فرصة نضع قدمها بهذه المنطقة.. نطالب سوى ببديل اقتصادي لسد حاجياتنا اليومية.. منذ ثلاثة شهور ونحن نعاني من الحصار.. وهناك ليالي لا نتمكن من الظفر ولو بدرهم واحد".