أخبار الدار

القنيطرة.. كيف أصبحت مدينة ليوطي في عهد الرباح

الدار/ سعيد المرابط

تعتبر القنيطرة أحد كبريات المدن المغربية، وأهمها على الإطــلاق في الشمال الغربي للمملكــة، وإحدى المدن الاقتصادية الصاعدة في المملكة.


 

ظاهر فيه الرحمة وباطن من قبله العذاب

تستقبلك المدينة بمحطة القطار، الباذخة بتصميم هندسي جذاب، يزين مظهر وسط المدينة، خاصة وأن المحطة تخترق خاصرة المدينة التي بدأت في التوسع العمراني بشكل كبير.

خارج المحطة، تنفتح لك أردان القنيطرة، بشوارع جذابة، نقية، وواسعة، بأرصفة مزينة بأشجار أنيقة، لكن ذلك لا يطول، فخلف هذا الجمال ثمة قبح ما بعده قبح، في الأحياء الهامشية، والشعبية.

يقول أحد شباب المدينة (35 سنة)، يشتغل نادلاً، بإحدى المقاهي المنتشرة، على طول شارع محمد الخامس، في دردشة مع “الدار”، أن “الغريب عن المدينة سيخدع به، لأنه شجرة الجمالالتي تخفي غابة الشقاء”.

بعد قطع شارع محمد الخامس، في جولتنا بالقنيطرة، بالضبط في منطقة تدعى “الخبازين”، بالمدينة القديمة، بدأت غابة الجحيم تميط النقاب عن وجهها، حيث يستشري على أرصفتها، إحتلال الملك العام، بكل تجلياته؛ مقاهي أضافت إلى أرصفة الطرقات مساحات لا حق لها فيها، مستعينة بصمت المسؤولين عن تحريره. 


جنباً إلى جنب مع تلك الكراسي، أكمل الباعة المتجولون، رسم لوحة “تشوه المدينة”، حيث استحالت تلك المساحة المخصصة (إفتراضا) للمارين، إلى سوق عشوائية مفتوحة.

فن تشويه المدينة

يقول صاحب التاكسي، (55 سنة)، الذي أقلنا في جولتنا بالمدينة، أن “البيجيدي”، الذي يترأس مجلس المدينة، كان فنانا في تشويه معالم المدينة، حيث حول ملتقى الطرقات، في وسط المدينة، إلى ساحة مغلقة، بدعوى “الناس يفوجو”، مضيفاً “ما قدنا هم زادونا ثاني”، قبل أن يعلق أن محطة القطار، تفتقر إلى موقف سيارات، والمسؤولون لا يهتمون للأصوات المطالبة به، و“بلدية السيد وزير التجهيز سابقا، لا تأتي سوى بالحلول الترقيعية لتيسيير المدينة، رغم دراسته بكندا” يعلق صاحب التاكسي.

حتى الموتى بالقنيطرة؛ طالهم سوء التدبير، فهاهي ‘‘المقبرة البودشيشية’’، إرث المدينة الصوفي منذ سنة 1930، صارت بقدرة التهميش، أطلالاً، ‘‘تلُوحُ كَبَاقِي الوَشْمِ فِي ظَاهِرِ اليَدِ’’، تفتقر إلى باب وحارس، في رسالة واضحة تقول: ‘‘لا قيمة لإنسان حياً، فوق الأرض، أو ميتا تحت الثرى، في قنيطرة “العدالة والتنمية”. 

مررنا في جولتنا بجل أحياء المدينة، التي تجتاحها أوساخ منتشرة، وحاويات أزبال مهترئة تقف شاهدة على “مسؤول يعلم أنه راعي” كما قال أحدهم، ولكن الراعي في القنيطرة، اقتطع عصى من شجرة اللامبالاة، ليهش بها على شؤون البلدية.

 كانت حالة “دوار العرايبي” قديما “حي الربيع” حاليا، كانت الأكثر ترجمة لكيف صارت حاضرة الغرب، على أيادي من وصفهم السائق بـ“أصحاب العدالة”، إذ يؤكد أن خلفية الحي كانت طبيعة خلابة، واليوم صارت خرابة، والسبب سود التدبير.


وتبدوا القنيطرة، ورشة مفتوحة، على الأعمال والأشغال المستمرة، منذ قرابة سنتين، والتي لم تكتمل بعد، ولا زالت الساكنة تنتظر، متى ينهي المجلس البلدي مشاريع الحفر هاته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

سبعة + 8 =

زر الذهاب إلى الأعلى