طلحة جبريل يكتب عن الرباط ومدريد
طلحة جبريل
أفادت تقارير يعتد بها أن التعاون الأمني بين المغرب واسبانيا حقق تعاوناً مثمراً خاصة في مجال مكافحة "الخلايا الإرهابية" سواء "النائمة " أو "المستيقظة".
لكن ذلك لا يعني عدم وجود إشكالات بين الجانبين في هذا الصدد .أهم هذه المشاكل ، له علاقة بالمحاولات المستمرة والمميتة في بعض الأحيان، لمهاجرين أفارقة دخول مدينتي سبتة ومليلية.
هنا تبدو القضية شائكة ومعقدة.
منذ أن اقامت إسبانيا سياجين حول المدينتين لمنع تسلل مهاجرين أفارقة يتعذر بعدها إعادتهم إلى المغرب الذي يرفض استقبال مهاجرين طردوا من أوروبا، بيد أن روح المغامرة تدفع الشباب الأفريقي إلى تسلق السياج ولو كان ذلك في إطار محاولات محفوفة بالمخاطر..وكانت آخر المحاولات في الأسبوع الماضي' لذلك جددت
مدريد طلبها للسلطات المغربية إبعاد المهاجرين من محيط المدينتين كحل جذري لإيقاف محاولتهم دخول سبتة ومليلية .
وفي رد على هذا الطلب تقول الرباط إنها منحت جميع الأفارقة الذين وصلوا في إطار هجرة غير قانونية الحق في الإقامة أو العودة إلى بلادهم، ولا يمكن أن تلعب السلطات المغربية دور " الدركي" من أجل دولة أخرى.
خاصة إن المغرب يعد البلد التقليدي للهجرة إلى أوروبا و استطاع أن ينتقل من بلد عبور إلى بلد استقبال واستقرار للمهاجرين .
المؤكد أن المغرب يرغب في تبديد صورة "الجار المقلق" في حين ترغب إسبانيا أن تعزز علاقاتها مع البلد الذي اتخذ موقفاً جريئاً ضد تفتيت إسبانيا.
لكن الأمنيات وحدها لا تكفي، إذ ستبقى السياسة دائماً "فن الممكن".