كازا موجا 2019.. أو عندما تتزين الدار البيضاء بألوان أفريقيا المتعددة
تميزت النسخة الرابعة من مهرجان كازا موجا ، التي احتفلت بفن الشارع في الفترة من 25 شتنبر الماضي إلى 16 دجنبر الجاري في الدار البيضاء ، بارتداء الحاضرة الاقتصادية للمملكة ألوان إفريقيا المتعددة ،لكن الموحدة بالوازع الثقافي ،وذلك بفضل 24 لوحة جدارية جديدة و منشآت رسم ، وكتابات حائطية و 40 ورشة للأطفال.
و تعتبر الدورة الرابعة لكازا موجة / حناكزابلانكا ،المنظمة من طرف شركة التنمية المحلية الدار البيضاء للتنشيط و التظاهرات، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، استثنائية على أكثر من صعيد،وذلك بدعوتها ل 7 فنانين يمثلون 6 بلدان من القارة الإفريقية للانضمام إلى فناني الشارع المغاربة، فجعلت من الدار البيضاء قبلة لهذا التعبير الفني الذي يتمتع بإقبال كبير من لدن الشباب.
و أعرب منظمو التظاهرة خلال ندوة صحفية عقدت مساء أمس الثلاثاء عن ارتياحهم لكون الدار البيضاء عاشت على إيقاع زخم متميز من الألوان ،عبر عرض اللوحات الجدارية الفخمة التي تنضاف إلى اللوحات الأثرية التي ظهرت خلال الدورات الثلاث السابقة،والتي أعطت دينامية نشطة ومنشطة للعاصمة الاقتصادية للمملكة ،وأظهرت صورة إفريقيا المترابطة بفضل الفنون والثقافة .
و بهذه المناسبة، أبرز المدير العام لشركة التنمية المحلية الدار البيضاء للتنشيط و التظاهرات ، السيد محمد الجواهري أن موجة الفن الحضري غزت مختلف أنحاء المدينة، مثيرة إعجاب المارة بمشاركتهم سحر الفن ، ملاحظا في الوقت ذاته أن الدار البيضاء تحولت إلى فضاء حقيقي لفن الشارع العالمي، في إطار إعطاء هذا الفن سمة الاستدامة في قلب المدينة.
وخلال السنة الجارية ،عرفت كازا موجة خمس لحظات قوية ، بدعوتها كل مرة لفناني الشارع من أجل الحضور في فضاءات المدينة وإعطاء حيز للفن في الحياة اليومية للبيضاويين .
وهكذا، تجسد الفصل الأول في تقاطع شارع سقراط و زنقة علي بن عبد الرزاق قبالة المركب الرياضي محمد الخامس، حيث تمكنت ساكنة الدار البيضاء وزوارها ، ومن أمام هذا الملعب الأسطوري ،من اكتشاف الأعمال المليئة بالحياة التي أنجزها أربعة فنانين يتمتعون بمواهب خارقة وهم بكر ومحمد وODRL من المغرب وموكا المنحدر من الشيلي.
في حين تشكل الفصل الثاني في فضاء التزحلق بساحة الراشدي،حيث عكس طفرة الألوان التي أغرقت هذا الفضاء ، الذي شد أنتباه وأنظار المارة والمتزحلقين العمل الفني لزيفا( فانسان عبادي حافظ)، وعاينوا تدريجيا إبداعا يتشكل أمام أعينهم. مما جعل فضاء التزلج الآن يتمتيز بمظهر مختلف ، تغمره موجات الكتابة بألوان مبهجة.
أما الفصل الثالث فتشكل عن تقاطع شارعي غاندي و يعقوب المنصور، حيث تبرز أفريقيا بكل تنوعها من خلال اللوحات الجدارية الستة التي تعكس رحلة حقيقية عبر القارة السمراء ، حيث يتم تجسيد إفريقيا المغاربية وأفريقيا جنوب الصحراء بشكل جميل من قبل الفنانين الموهوبين سوكرون (Socrone (من جزر القمر ، وكرافتس ( Krafts) من السنغال) وسر من الجزائر) وموح من غانا ونوفل من مصر وسيتو من الطوغو وأمين بروش من المغرب.
وبعيدا عن هذ المكان، وفي شارع غاندي، يثير فنان الشارع الشهير Poze ( Yann Chatelin) المارة بطرحه هشاشة الإنسان وقوة الكتابة ، من خلال جدارية مساحتها 18 مترا على 12 مترا.
و يقع الفصل الرابع في حي السالمية المتواجدة شرق مدينة الدار البيضاء والذي تصله لأول مرة موجة الفن الحضري، من خلال حضور فناني الشارع المغاربة والائتلاف التونسي ST4 ، حيث عكس كل هذا الحضور إرادة شركة التنمية المحلية الدار البيضاء للتنشيط و التظاهرات في ضمان انتشار الفن وإيصاله إلى الأحياء التي لا يخضر فيها الفن بقوة.
اما الفصل الخامس فحمل اسم ( كازا موجة سكوول) حيث سير فنانون مرموقون من 27 إلى 30 نونبر ورشات لتعليم فن الكتابة على الجدران لحوالي مائة فنان يافع ، أعمارهم تتراوح من 9 سنوات فما فوق ، وذلك بمركز الدعم التربوي والثقافي لفائدة شباب السالمية ، الكائن بشارع الجولان، السالمية 2، بن مسيك ، حيث نظمت أكثر من 40 ورشة.
و بخصوص الفصل السادس من هذه التظاهرة فقد تجسد من خلال عرض منشآت فنية في ساحة الأمم المتحدة، وبالقرب من المتحف الأثري .
ورأت كازا موجة النور نتيجة طموح جامح بهدف تحويل المدينة البيضاء إلى معرض فني كبير في الهواء الطلق ،ووجهة رائدة لفن الشارع الدولي، مما جعل الفكرة المبتكرة من طرف شركة التنمية المحلية الدار البيضاء للتنشيط والتظاهرات،تأخذ مسارها وتبرهن عن كل دلالتها وأهميتها.
وهكذا ،سمحت موجة الفن الحضري أيضا بانفتاح الثقافة وولوج الفن إلى أماكن غير متوقعة و حفزت آلاف الشباب على الاهتمام بهذا النوع من الفن التشكيلي ، الذي دفع الجميع للتعبير عن ذواتهم وتقاسم قناعاتهم وقيمهم.
وتعتبر شركة الدار البيضاء للتنشيط والتظاهرات، التي رأت النور في 28 أبريل 2015، شركة مساهمة خاضعة للقانون الخاص وذات رساميل عمومية.وتتولى مهمة الترويج للدار البيضاء على الصعيدين الوطني والدولي من خلال أنشطة اقتصادية وثقافية ورياضية.
وتتمثل أهدافها في إعداد الاستراتيجية الترويجية للدار البيضاء محليا وجهويا ودوليا ،و المساهمة في إعداد السياسات الثقافية والرياضية مع باقي المكونات والهيئات المعنية،وتنظيم وتوجيه الاستراتيجية الاستقطابية للمدينة.