أكاديمية المملكة .. “الإقلاع الآسيوي” شكل محركا لنمو اليابان
أكد أستاذ علم الاجتماع بجامعة كوبي اليابانية، السيد كيوميتسو يووي، اليوم الاثنين بالرباط، أن “الإقلاع الآسيوي” لعب دورا جوهريا في تنمية اليابان، الذي يتميز أيضا بـ “بنيته الفريدة” وموقعه الجيو-سياسي.
وأوضح السيد يووي، في مداخلة له خلال المائدة المستديرة الأولى من القسم الثالث للدورة الـ 46 لأكاديمية المملكة المغربية، المخصصة لليابان، أن هذا الأخير كان أول بلد آسيوي يشرع في مسلسل التحديث الاقتصادي والمجتمعي، بما يحمله من “مظاهر المجد والإخفاق”.
وأشار المحاضر خلال هذه المائدة المستديرة التي تناولت موضوع “اليابان والتحديث”، أنه يمكن اعتبار اليابان كـ “أحد النماذج المتعددة للحداثة الآسيوية”، مسجلا أن التجربة اليابانة، قبل وبعد الحرب العالمية الثانية، كانت مفيدة بالنسبة للبلاد من أجل القيام بتفكير جذري ومن ثم البدء في تحوله الحداثي والسريع على وجه الخصوص.
وفي نفس السياق، أبرز الأستاذ الفخري بجامعة طوكيو، السيد ياموشي ماسايوكي، أن اليابان “قام بتحول ذاتي” من أجل بلوغ أوجه التقدم والحداثة الراهنة، مضيفا أن الوضع الجيو-سياسي الموازي للمنظومة التربوية جيدة الأداء مكن من إحراز أوجه تقدم سريع في مجالي التكنولوجيا والصناعة، بما مكن من تغذية جاذبية البلاد على الصعيد الدولي.
وبالنسبة للأستاذ الفخري، فإن النماذج والاستراتيجيات المعتمدة بعد الحرب العاليمة الثانية، حفزت بروز “ثقافة استراتيجية متطورة”، بما أفضى إلى “منظومة استراتيجية مثالية”.
وتابع أن اليابان تمكنت من تبني النظام الأفضل لكل مرحلة، وذلك من خلال اختيار التحالفات الأكثر ملاءمة، بما يفسر مرورها عبر اليابان 1.0 (باكس توكوغاوانا)، اليابان 2.0 (الدولة الحديثة لميجي)، وأخيرا 3.0 عقب هزيمة بلاد الشمس المشرقة خلال الحرب العالمية الثانية، بما مكن من تحويلها إلى قوة اقتصادية.
من جانبه، أوضح أستاذ العلاقات الدولية ومدير المركز الإفريقي للدراسات الآسيوية، السيد المصطفى الرزرازي، أن اليابان لطالما شكلت نموذجا للإلهام، إن من حيث نظامها أو الصورة التي تعكسها كبلد متقدم، يمتلك قدرة على المزاوجة بين أصالته وحداثته التاريخية.
وحسب السيد الرزرازي، فإن الثورة اليابانية “الحديثة” جعلت من تاريخ العالم أحد المواد المهمة والمؤثرة ضمن برامجها التعليمية، مضيفا أن اليابان يتفوق في الابتكار التكنولوجي في مجالات من قبيل تطوير الأنظمة الصناعية وإحداث تكنولوجيات أفقية. فأغلب الباحثين يؤكدون أن النجاح المبهر ليابان ما بعد الحرب يكمن في قدرته على تحويل الهزيمة العسكرية إلى فرصة للنمو الاقتصادي والعلمي.
يشار إلى أن أشغال القسم الثالث من الدورة الـ 46 لأكاديمة المملكة المغربية يتمحور حول أربعة فصول تتناول، على مدى يومين، مجموعة من المواضيع، منها على الخصوص “الحداثة وأهمية اليابان في العالم المعاصر”، “موقع البلاد بين دول الشرق الأوسط وشرق آسيا”، و”سياسات يابان ما بعد الحرب العالمية الثانية”.
وتنظم أكاديمية المملكة المغربية خلال شهر دجنبر الجاري دورتها الـ 46 التي تقام عبر ثلاثة أقسام هي “آسيا أفقا للتفكير.. تجارب التحديث والتنمية من خلال ثلاث أقسام تتعلق بالصين والهند اليابان”.
وكان القسم الأول من هذه الدورة الذي نظم يومي 9 و10 دجنبر الجاري قد تناول الصين كنموذج، في حين خصص القسم الثاني (11 و12 دجنبر) للهند.
المصدر: الدار ـ و م ع