التأمل العلمي للتجربة التنموية اليابانية يهدف لاستخلاص عناصر النجاح فيها
أكد أمين السر الدائم لأكاديمية المملكة المغربية عبد الجليل الحجمري ، اليوم الاثنين بالرباط ، حرص الأكاديمية على وضع التجربة التنموية اليابانية موضع تأمل علمي لاستخلاص عناصر النجاح فيها.
وقال السيد الحجمري في افتتاح القسم الثالث من أعمال الدورة ال46 للأكاديمية حول موضوع “آسيا أفقا للتفكير” والمخصص لليابان ، إن هذه المؤسسة تتطلع إلى الاقتراب من فهم تجربة هذا البلد في مختلف تفاصيلها الاقتصادية والثقافية والسياسية والاجتماعية والتاريخية لاستخلاص عناصر النجاح فيها، وذلك وعيا من الأكاديمية بأن أحد أدوارها الطلائعية “خلق فضاء للتفكير في السبل الكفيلة للإفادة من تجارب الأمم وهي تبني نهضتها وتحدث مجتمعاتها”.
وتابع أن لدى اليابان حضارة عريقة وراهن “يفاجئنا ويبهرنا على الدوام، ولها مجتمع لم يتخل أبدا عن تراثه الثقافي التقليدي”، مسجلا أن التحديث في التجربة اليابانية “قام على أسس فلسفية وفكرية رصينة وليس على التوسع التقني والإنتاج الصناعي”.
وبعد أن عدد السيد الحجمري مظاهر تفوق هذا البلد الآسيوي في مجالات مختلفة، أبرز أن اليابان استثمر في الإنسان والمجتمع ويدفع بهما إلى أقصى درجات الابتكار والحرية والنجاح وبشعار واحد ووحيد هو “ترسيخ قوة العلم والعمل على تشجيع المعرفة باللغات والثقافات الأجنبية لتيسير الانفتاح على العالم”.
وألقى المحاضرة الافتتاحية موريموتو كوزي كبير كهنة توداي-جي باليابان وتحدث فيها عن دور البوذية في السياسة اليابانية، مستعرضا المراحل التي قطعتها البوذية منذ ظهورها قبل 2500 سنة، إلى أن صارت إحدى ركائز الدولة.
وتتمحور أشغال القسم الثالث من الدورة ال46 لأكاديمية المملكة المغربية حول أربع جلسات تناقش ، على مدى يومين ، جملة من المواضيع ، منها حداثة اليابان ودلالتها في العالم المعاصر، ومكانة البلد بين دول الشرق الأوسط ودول شرق آسيا، وسياساته بعد الحرب العالمية الثانية، وتحولات فلسفة عمله، ومسألة لغة التدريس في التعليم الجامعي الياباني.
وتتضمن دورة “آسيا أفقا للتفكير”، ثلاثة أقسام عالجت التجربة الصينية (9 و10 دجنبر) ثم التجربة الهندية (11 و12 دجنبر)، قبل التطرق لحالة اليابان.
وقد سبق للأكاديمية أن عقدت سلسلة دورات حول “إفريقيا أفقا للتفكير” عام 2015، و”من الحداثة إلى الحداثات” عام 2017، و”أمريكا اللاتينية أفقا للتفكير” عام 2018.
المصدر: الدار ـ و م ع