اكتشافات جديدة حول أصل الكسكس تنهي “صراع” المغرب وتونس حول مصدر الطبق
الدار/ خاص
رغم أن الدول المغاربية الثلاثة غالبا ما تتجادل حول أصول طبق "الكسكس"، فانه يبقى طبقا ذا أصول مغاربية وعلى وجه التحديد من أصل أمازيغي.
وفي هذا الصدد، تصف مؤرخة الطهي لوسي بولينز، في منصة " Les Délices du Maroc"، الأواني البدائية للكسكس الموجودة في المقابر التي تعود إلى عهد الملك البربري ماسينيسا، أي بين عامي 238 و 149 قبل الميلاد. هذه المنطقة من شمال إفريقيا كانت مزدهرة بشكل خاص واعتبرت علية روما".
من جهتها، يذكر مؤلفو الجزء الأول من كتاب "الأكل في المغرب الكبير: نهج متعدد التخصصات لممارسات المائدة المستديرة في البحر المتوسط من العصور الوسطى إلى الوقت الحاضر، أن الكسكس "طبق "نموذجي خاص بالمطبخ المغرب العربي والأندلسي، ويحتمل أن يكون أصله، يعود الى أمازيغ المغرب والجزائر.
ووفقا لمؤلفي الكتاب، لا يبدو أن اسم الكسكس، الذي يميز معجم الطهي في المنطقة المغاربية، استخدم قبل القرن الثاني عشر، رغم أنها وجد تحت اسم آخر في القرن العاشر، وهو مصطلح "الطعام"، كما أنه "سيتم تأكيد استخدام كلمة "taam " "الطعام" كاسم لـ"الكسكس" في القرن الثاني عشر في كتاب مهم عن حياة الصوفيين المغاربة، كتاب التشوف (الصوفية ، الطبعة) لأبي يعقوب تاديلي الملقب بـ ابن الزيات، 1220-1221 (…)، كما تشير بعض الأحداث المتعلقة بالأطلس المغربي، في عز حكم المرابطين، أن "الطعام" قد شكل بالفعل طعامًا عاديًا بين متسلقي الجبال.
من جهته ، يستشهد محمد حبيدة، مؤلف كتاب "المغرب النباتي، القرنين الخامس عشر والثامن عشر: التاريخ والبيولوجيا" (Eddif Editions ، 2008) بنصوص ترجع إلى القرنين السادس عشر والسابع عشر والثامن عشر والتي "تشهد على وجود "الكسكس" في إيطاليا وإسبانيا وفرنسا وإنجلترا ".
"وصفة الكسكس الإيطالية لبارتولوميو سكابي، طباخ البابا بيوس الخامس ، بتاريخ 1580، تتحدث عن السميد المخفوق في الحبوب، مطهو على البخار في قاع أسفل، محنك بمرق من لحم البقر، من لحم الضأن ولحم الخنزير، مع رش الجبن المبشور والسكر والقرفة، كما يشير ذات المصدر الى أن وصفة أسبانية أخرى ، من كتاب Fransisco Martinez Montino، طباخ Philip III، ملك إسبانيا ، قد كُتبت في عام 1611.
واكتشفت فرنسا، على سبيل المثال، الكسكس في نهاية القرن السابع عشر من خلال السفير المغربي بن عيشة عندما وصفت الصحف في ذلك الوقت وجبته المفضلة". وللتأكيد على أن "الكسكس ، الذي يبدو أنه من أصل أمازيغي، هو الوجبة المغاربية بامتياز".
"لقد استخدم المغاربيون، الكسكس، من واحة مزاب في جنوب تونس إلى مراكش في جنوب المغرب من القرنين العاشر والحادي عشر، لكن في المغرب لم يظهر هذا الطبق الا في القرن الخامس عشر، وفقا لمحمد أوباهلي (…) باعتباره أساس النظام الغذائي اليومي لكل من الناس والنخب". "
ربما يكون هذا الاستنتاج هو الذي سيدفع المغرب والجزائر وتونس للتخلي عن خلافهاتهم بخصوص من له الأحقية في "تبني" الكسكس، من أجل تقديم، مع موريتانيا، ترشيحًا مشتركًا في أبريل الماضي إلى اليونسكو، من أجل ادراج هذا الطبق المغاربي من أصل أمازيغي في قائمة التراث العالمي للإنسانية