بوعياش..من مستشارة لليوسفي إلى رئيسة للمجلس الوطني لحقوق الإنسان
الدار/ مريم بوتوراوت
أعلن الديوان الملكي، يوم أمس الخميس، عن تعيين أمينة بوعياش، رئيسة جديدة للمجلس الوطني لحقوق الإنسان خلفا لادريس اليزمي الذي شغل هذا المنصب لسنوات طويلة.
بوعياش، وقبل أن تتفرغ للمسار الحقوقي، بصمت على مسار مهني طويل، لعل أبرز محطاته هو اشتغالها إلى جانب الوزير الأول الأسبق عبد الرحمان اليوسفي، كمستشارة في ديوانه خلال تجربة التناوب التوافقي.
مسار بوعياش الدراسي كان علميا، حيث نالت شهادة الباكالوريا مسلك العلوم الاقتصادية، سنة 1978، ونالت شهادة الإجازة من كلية العلوم القانونية والاقتصادية، سنة 1981، قبل أن تنطلق في مسارها المهني كمساعدة للراحلة فاطمة المرنيسي، وتجتاز بعد ذلك مباراة للتوظيف في مؤسسة القرض الفلاحي، حيث اشتغلت في البداية كموظفة في مصلحة الأسواق العمومية، ثم في مصلحة العلاقات العامة في المؤسسة.
بعد ذلك، التحقت بوعياش بديوان اليوسفي سنة 1998 كمستشارة في التواصل، وهي التجربة التي بصمت مسارها حسب ما أكدت ذلك في تصريحات مختلفة، حيث جعلتها أقرب إلى دوائر صناعة القرار وخبايا الحياة السياسية في البلاد.
بعد نهاية تجربتها إلى جانب اليوسفي، اشتغلت بوعياش كمكلفة بالدراسات في وزارة التشغيل، في الفترة مابين 2003 و 2010 ، قبل أن تعود إلى منصبها الأصلي، وتطلب المغادرة الطوعية سنة 2011، للتفرغ للعمل الحقوقي.
وكانت البداية الحقيقية للمسار الحقوقي لبوعياش عند دخول والد أطفالها للسجن، سنة 1977، حيث كانت تنشط في التنسيق بين عائلات المعتقلين السياسيين، لتحسين ظروف السجن ومتابعة المحاكمة والمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين.
و اشتغلت بوعياش بنشاط في صفوف المنظمة المغربية لحقوق الإنسان، حيث تولت فيها مسؤوليات عديدة، كما كانت مكلفة بماليتها، وعادت بعد نهاية تجربتها في ديوان الوزير الأول سنة 2003 كعضوة بهياكل المنظمة حيث انتخبت نائبة للرئيس في السنة ذاتها، ورئيسة للمنظمة سنة 2006.
بعد ذلك، اختيرت بوعياش كنائبة رئيس الفيديرالية الدولية لحقوق الإنسان، وهو المنصب الذي بقيت فيه بين سنتي 2007 و2013، إلى حين انتخابها كاتبة عامة للمنظمة سنة 2013، قبل أن تتولى سنة 2014 منصب المنسقة الرئيسية للمنظمات الإفريقية غير الحكومية خلال القمة الإفريقية بأديس أبابا، وتتقلد بعد ذلك منصب سفيرة المغرب بمملكة السويد وجمهورية لاتفيا في سنة 2016.
ويصادف ميلاد بوعياش يوم العاشر من دجنبر، الذي يخلد فيه العالم كل سنة اليوم العالمي لحقوق الإنسان، وتنحدر من بني بوعياش بمدينة الحسيمة، في ما عاشت طفولتها ومراهقتها في مدينة تطوان، حيث كان والدها أستاذا للغة العربية بتطوان، قبل أن يغير مساره ليصير محاميا.
