الرياضة

“ديربي كتالونيا”.. مباراة “الثأر” بين “إسبانيول” و”البارصا”

تقام اليوم السبت مباراة ديربي كتالونيا بين كل من برشلونة وإسبانيول، الأخير يعيش واحدًا من أزهى مواسمه في السنوات الأخيرة، الأمر الذي قد يمنحه فرصة أكبر من أي وقت مضى في الديربي الثأري دائمًا أمام برشلونة.

بدأ الصراع حينما أسس هانز جامبر نادي برشلونة عام 1899، الرجل السويسري أسس ذلك النادي في كتالونيا، حينها كان نادي إسبانيول في نواة مهده عبر «مجتمع كرة القدم الإسباني في الجامعات».

لم يرق لهؤلاء تأسيس رجل سويسري لناد كبير في برشلونة، الأمر الذي دفع لتأسيس ناد إسباني خالص، يعد الأول على الإطلاق بأيد إسبانية خالصة، فقد تأسس بعد برشلونة بعامين، بالتحديد عام 1900 على يد آنخيل رودريجيز، طالب الهندسة آنذاك في إحدى جامعات برشلونة.

المقر الرئيسي للنادي كان يقع في المنطقة الثرية للساريّا «اسم الملعب القديم» وعُرِف النادي في البداية بنادي سوسييداد، وفي 1910 تغير اسم النادي إلى نادي إسبانيول لكرة القدم أي «الإسباني» في اعتراض على التمرد الكتالوني على انتماء الإقليم لإسبانيا والذي كان يقوده نادي برشلونة، واختار النادي اللونين الأزرق والأبيض لتكون الألوان الرسمية للنادي، تكريمًا للأدميرال الكاتلوني روجير دي لوريا الذي كان يرتدي درعاً مصبوغاً بالأزرق والأبيض عندما أبحر في البحر الأبيض المتوسط لحماية كتالونيا، وذلك ما يستدل به مشجعو إسبانيول على انتمائهم للإقليم.

من ناحيتهم، يسمي أنصار برشلونة فريق إسبانيول بـ«ابن كتالونيا العاق» نسبة إلى عدم حذوهم حذو النادي الأكبر والأقدم، برشلونة، فيما يتعلق بقضية الاستقلال الكتالوني عن إسبانيا، وإيقافهم مساعي فريق برشلونة لكرة القدم لدعم تلك القضية بوجود ناد كبير في الإقليم غير داعم لها.

تاريخيًا، كان الفريقان الأكبر في كتالونيا عضوين مؤسسين للدوري الإسباني «الليجا» عام 1929، ولم يغب إسبانيول عن المنافسة في تلك المنافسة الأبرز داخل إسبانيا سوى في 5 مواسم فحسب، ويعد أكثر الأندية في إسبانيا على الإطلاق خوضًا لليجا دون الفوز بأي لقب دوري إسباني.

لمدة طويلة من تاريخ إسبانيول، لعب الفريق في ملعب «ساريا» التاريخي، القريب من ملعب «كامب نو»، موقع الملعب تم بيعه عام 1997، ليمكث الفريق عقدًا كاملًا في الملعب الأولمبي «مونجويك» قبل أن يتم الانتقال إلى الملعب الجديد «كورنيلا إل برات» والذي يسع لنحو 41 ألف متفرج، ويعد من المعالم المميزة في الوقت الراهن بمدينة برشلونة.

ويملك برشلونة الغلبة في ديربي كتالونيا، فيما انتشى إسبانيول لآخر مرة بالفوز على ملعبه السنة الماضية في ربع نهائي كأس ملك إسبانيا ذهابًا بهدف جيرارد مورينو المتأخر، قبل أن يفوز برشلونة على كامب نو 2-0 بهدفين لميسي وسواريز، اللذين سيكونان حاضرين في قمة اليوم، بعد منح سواريز الإذن الطبي من قبل جهاز برشلونة.

والآن يملك البارسا أكبر سلسلة متواصلة من عدم الهزائم في ديربي كتالونيا داخل بطولة الليجا الإسبانية، بعدم تكبد خسارة من إسبانيول في 18 مواجهة، وقد سجل 46 هدفًا في تلك المواجهات، ولم يستقبل سوى 5 أهداف.
الموسم الحالي

منذ أكثر من عقد، لم يستطع إسبانيول أن يتأهل لأي بطولة قارية أوروبية، ولكن بعد 11 مباراة في الدوري الإسباني 2018-2019، كان إسبانيول في المركز الثاني، بل وصارع برشلونة في وقت من الأوقات على صدارة الترتيب.

ولكن 3 هزائم متتالية أمام كل من إشبيلية، وجيرونا، وخيتافي، وضعت إسبانيول في مركز متدنٍ نسبيًا عما كان عليه، لقد صار في المركز السابع الآن، ولكنه يسير بشكل جيد في كأس ملك إسبانيا بالفوز على قادش.

الحارس الإسباني الحالي لإسبانيول، والسابق لريال مدريد، دييجو لوبيز، كان السبب الرئيسي في خروج مباراة العام الماضي على ملعب إسبانيول بالتعادل 1-1 وسط الأمطار الغزيرة.. الآمال تنعقد عليه لتكرار التألق في مباراة اليوم، فهل يفعل ذلك؟.

قلب الدفاع، ماريو هيرموسو، جذب أنظار العديد من الأندية داخل وخارج إسبانيا، وتربطه تقارير قوية بالانضمام إلى ريال مدريد سواء في الشتاء أو الصيف المقبل، وتم استدعاؤه لقائمة المنتخب الإسباني لأول مرة هذا العام، سيكون عليه أن ينسى صداقته الشخصية بسيرجيو بوسكيتس خلال المباراة الطاحنة التي ستجمع الفريقين اليوم.

خط وسط إسبانيول يملك موهبة واعدة للغاية تتمثل في اللاعب ماركو روكا، يستطيع الفوز بالكرة وفعل أشياء جيدة للغاية بها، إيقاف روكا في تلك المباراة، معناه تعطيل ماكينة إسبانيول عن الدوران.

في الهجوم، إسبانيول يعتمد على انتداب الصيف، بورخا إجليسياس، الذي ساهم في نحو نصف أهداف إسبانيول هذا الموسم، وقد سجل 7 أهداف، 3 منها من علامة الجزاء، وخلف جيرارد مورينو الذي انتقل إلى فياريال بأفضل شكل ممكن.

خوان فرانسيسك فيرير سيشيليا، المعروف أيضًا بـ«روبي».. لم يلعب كرة القدم على مستوى احترافي عال على الإطلاق، ولكنه مدرب يحظى بكثير من الاحترام، وكان مساعدًا للمدرب البرشلوني الراحل تيتو فيلانوفا.

إنجازه الأهم هو الصعود بهويسكا العام الماضي إلى الدوري الإسباني 2018-2019، هذه هي المرة الأولى في تاريخ هذا النادي، لم يشأ أن يبقى في هويسكا، وآثر خوض تحدٍ آخر مع إسبانيول، الذي درب فيه من قبل الفريق الرديف.

من ناحية أخرى، يعد مدرب برشلونة إرنستو فالفيردي أحد أهم اللاعبين في تاريخ إسبانيول، على الرغم من مشاركته معهم لمدة عامين انتقل بعدها إلى الغريم التقليدي برشلونة، لكنه سجل 16 هدفًا في 72 ظهورًا ببطولة الدوري الإسباني.

ما يدفع أنصار إسبانيول لاحترام فالفيردي، ويدفع إدارة النادي لتسمية إحدى بوابات الملعب الجديد باسمه، هو أنه درب النادي في فترة حالكة، ساعده فيها على الوصول إلى المقاعد الأوروبية، وذلك في الفترة بين عامي 2006 و2008، بل وقاد الفريق لتضييع اللقب على برشلونة في قلب الكامب نو موسم 2006-2007، بعد التعادل 2-2 بهدفين من راؤول تامودو، رد بهما حينئذ على هدفين من ليونيل ميسي، كان أحدهما هدفًا شهيرًا بيده.

المصدر: الدار – صحيفة "أس الإسبانية"

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

سبعة عشر − ستة عشر =

زر الذهاب إلى الأعلى