أخبار الدار

قضية بنعيسى تلقي بظلالها على المشهد المغربي

 الدار/ سعيد المرابط

لا تزال إحالة عبد العالي حامي الدين، القيادي في حزب العدالة والتنمية، على غرفة الجنايات ومتابعته بتهمة المساهمة في القتل العمد، في قضية مقتل الطالب اليساري، آيت الجيد بنعيسى، بجامعة ظهر المهراز، بفاس سنة 1993، تلقي بظلالها على المشهد الإعلامي والسياسي بالمغرب.

وبينما يحاول العدالة والتنمية، التهرب والنأي بحامي الدين، من تبعات قضية آيت الجيد بنعيسى، في خطوةٌ قرأ فيها متابعون أنها «ضغط» غير معلن على القضاء، يفتح اليسار المغربي، ورفاق الضحية، طريقاً آخر على الذكريات الماضية، وتفاصيل تلك الحقبة.

وكان الأمين العام، السابق، للعدالة والتنمية، خلال كلمته يوم السبت الـ3 فبراير 2018 بمؤتمر شبيبة الحزب، ببوزنيقة، قد اعتبر أن ملف آيت الجيد، انتهى وتم طيه منذ قرابة 20 عاماً.

 وشدد على أن الأمر، يتعلق بقضية سياسية، ومشدداً أن حزبه، لن يُسلم حامي الدين إلى هاته الجهات لن نسلمهم أخانا‘‘.

وكان هجوم بنكيران، بعد استدعاء لقاضي التحقيق، لعبد العالي حامي الدين، حول الاتهامات الموجهة إليه من طرف عائلة الطالب، آيت الجيد، بقتل إبنها، إلا أن حامي الدين، برلماني عن ”البيجيدي‘‘، لم يحضر آنذاك أمام قاضي التحقيق، باستئنافية فاس، رغم توصله بالاستدعاء، وهو ما استدعى تأجيل النظر في الملف.

وواجه بنكيران هذه الاستدعاءات الصادرة وقتها، عن مؤسسة رسمية بلهجة قوية، معلناً رفضه تسليم من وصفه بـ’’أخانا‘‘، متحديا بذلك القوانين الجاري بها العمل، حسب وصف متابعين للقضية.

وفي المقابل، قال سعيد ناشيد، الكاتب المغربي، عبر صفحته فيسبوك، في تدوينة عنونها بـ’’توضيح أولي حول قضية ضحية الغدر الأصولي، الشهيد آيت الجيد‘‘، ’’شرف عظيم أن تطلب مني عائلة الشهيد بنعيسى آيت الجيد الإشراف على لجنة وطنية لدعم مطلب العدالة والإتصاف في قضية الشهيد المغدور. وسأفعل كل ما بوسعي. لكن لدي الآن كلمة توضيحية باسم جيل الشهيد، أقولها لمن يلتبس عليهم أمر مواجهة التطرف الديني مع مواجهة الاستبداد، فلا يدرون ما يقدمون وما يؤخرون. وهم في الواقع لا يقدمون شيئا ولا يجرؤون‘‘.

وأضاف ناشيد في تدوينته، مؤكداً ’’فعلا، في كل مراحل المحاكمة الماراطونية للمتهم عبد العالي حامي الدين، والذي هو اليوم من أبرز قادة حزب العدالة والتنمية، ثمة تجاذبات وتقاطبات وتدافعات سلطوية من أعلى المستويات. لا ننكر هذا، ولا أوهام لنا في الأمر. وإلى اليوم كل ما لدينا هو أمل بلا أوهام. لكن المؤكد أن الذي جعل الملف اليوم قويا أكثر من أي وقت مضى هو أن رفاق الشهيد الذين كانوا جميعهم قبل ربع قرن طلبة، صاروا اليوم أطرا من مختلف المستويات، بعضهم في الهيآت المدنية سواء داخل اليسار اأو المعارضة أو الدولة، وبعضهم في سلك القضاء أيضا، وبعضهم إعلاميون وجامعيون ومحامون، إلخ. غير أن الذاكرة المشتركة هي نفسها، وهي عنصر القوة في الموضوع، إنها ذاكرتنا نحن الجيل الأخير قبل انهيار الحركة الطلابية تحت سواطير الأصوليين‘‘.

وأبرز المتحدث في ذات التدوينة، ’’إننا جميعنا ننتمي إلى الجيل الذي وظفت فيه أجهزة السلطة فصائل الإسلام السياسي للقضاء على اليسار والحركة الطلابية، لا سيما في فاس التي كانت تمثل القلعة الحصينة للحركة الطلابية المغربية، والتي تمت فيها تصفية الشهيد بنعيسى آيت الجيد بشكل داعشي مروع. عموما، كنا شهودا على غزوات الإسلاميين بالسكاكين والسواطير والعصي والسلاسل والحجارة تحت صيحات التكبير، وتحت غطاء أجهزة الأمن التي تنتظر في العادة حتى ينهي الغزاة غزواتهم قبل أن تنقض على الجرحى من المناضلين. إن هذه الذاكرة المثقلة بمآسي اللحظة هي نقطة قوة جيل يجد نفسه ملتفا حول قضية الشهيد بنعيسى آيت الجيد، ليس طلبا للانتقام من أي أحد، وإنما إنصافا للذاكرة الجريحة أولا وقبل كل شيء، إنصافا للحقيقة التي يجب أن يعرفها الجميع‘‘.

ويرى المحامي بنجلون التويمي، أن البيجيدي تجاوز الحدود، ولا حق للرميد أن يتطاول على القضاء، من منصبه الحكومي، وعليه أن يستقيل ليدافع عن حامي الدين، مضيفاً أن البرلمان مكان للدفاع عن الشعب، وليس للدفاع عن من ينتمي للحزب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تسعة عشر − أربعة عشر =

زر الذهاب إلى الأعلى