صحة

بحلول 2030.. هل يمكن إجراء أول عملية زراعة لرأس بشري؟

يزعم طبيب جراحة الأعصاب السابق في هيئة الخدمات الصحية الوطنية أنه يمكن إجراء أول عملية زرع رأس إنسان على الإطلاق خلال العقد المقبل، كما يعتقد أنه يعلم كيفية إجراء هذه العملية المتمثلة في نقل وعي الشخص إلى جسم آخر.

وفي تقرير نشرته صحيفة إندبندنت البريطانية، قال الكاتب أندي غريغوري إن بروس ماثيو -وهو الرئيس الإكلينيكي السابق لجراحة المخ والأعصاب في مستشفى جامعة هال التعليمية- اكتشف الطريقة المحتملة لإنجاح الجراحة عندما كان يعمل على رواية خيال علمي مع مؤسس معهد المستقبليات مايكل لي.

ويعتقد ماثيو أن الجراحين لن يضطروا إلى زرع رأس شخص فقط، بل سينقلون الحبل الشوكي بأكمله إلى جسم آخر.

وأضاف الكاتب أن العلماء القلائل الذين يناضلون من أجل جعل عمليات زرع الرأس حقيقة، ركزوا على الأساليب التي تشمل قطع الحبل الشوكي، وهي فكرة وصفها ماثيو -الذي أجرى أكثر من عشرة آلاف عملية- بأنها “سخيفة تماما”.

تطورات طبية
وأكد ماثيو (63 عاما) أن التطورات في جراحة الأعصاب والروبوتات وزرع الخلايا الجذعية تعني أنه من الممكن إعادة ربط الحبل الشوكي بالكامل والرأس بجسم آخر قبل عام 2030.

وأوضح “في البداية كان هدفنا هو مجرد طرح الأفكار، حيث بدت كأنها فكرة سخيفة، لكن أدركت بعد ذلك أنها ليست كذلك في الواقع، وإذا ما زرعت الدماغ وحافظت على المخ والحبل الشوكي معا، فذلك ليس مستحيلا”.

وأضاف “الحبل الشوكي يعتبر أعمق شيء يمكن تخيله، حيث تحتاج إلى الحفاظ على اتصال الدماغ بالنخاع الشوكي. لذلك، أعتقد أن فكرة قطع الحبل الشوكي سخيفة تماما”.

تجارب عملية
في المقابل زعم سيرجيو كانافيرو أحد أشهر العلماء في مجال زراعة الرأس، أنه أجرى عملية زرع ناجحة على جثة بشرية بناء على طريقة فصل الحبل الشوكي عن قاعدة الرقبة.

وفي هذا السياق قال كانافيرو إن التحفيز الكهربائي أثبت أنه كان ناجحا، لكن علماء آخرين انتقدوا هذه الادعاءات وذكروا أن ادعاءه السابق بالنجاح كان حول قرد لم يستعد وعيه مطلقا بعد العملية والذي كان سيظل مشلولا إذا ما استفاق.

من جهته قال ماثيو “لطالما كان إبقاء الحبل الشوكي سليما فكرة مخيفة للغاية، ولكن يمكنك الآن القيام بمعظم الأشياء باستخدام التكنولوجيا الحديثة، وفي الوقت الراهن يمكنك وصل عصب واحد أو اثنين باستخدام الروبوتات والذكاء الاصطناعي”.

وأضاف “قريبا سنتمكن من وصل 200 عصب، كما سنستخرج العمود الفقري بأكمله، بحيث يمكننا أن نزرع كامل الدماغ والنخاع الشوكي في جسم جديد، ومن الواضح أنه من الصعب للغاية إخراج الجافية سليمة دون إحداث ثقب فيها، وسيستغرق الأمر عددا من التطورات والخطوات الإضافية لتحقيق ذلك، حيث من المحتمل أن يحدث ذلك خلال الأعوام العشرة القادمة”.

وفسر الكاتب أنه في وقت لن تكون فيه هذه الطريقة مفيدة لمن يعانون من إصابات في العمود الفقري، فإنها قد تساعد المصابين بأمراض تنكسية في العضلات. وفي هذا الإطار، يشير ماثيو إلى أنها من الممكن أن تسمح للأشخاص بامتلاك أجسام آلية، وأوضح أنه لا تزال هناك شكوك حول ما إذا كان من الممكن إدماج الرأس والعمود الفقري بحيث تتوافق مع الحمض النووي لشخص آخر، مع العلم أن نقل بكتيريا الأمعاء قد يكون ضروريا أيضا.

وفي شأن متصل، قال ماثيو “سنستخرج الحمض النووي للدماغ الفعلي والنخاع الشوكي، وسنتخلص من الحمض النووي للمانح ونعوضه بالحمض النووي للشخص المستقبل للأعضاء، ورغم وجود مشاكل كبيرة، فإن ذلك ممكن”.

المصدر : الصحافة البريطانية

زر الذهاب إلى الأعلى