أخبار دولية

زعيم كوريا الشمالية يدعو إلى اتخاذ “تدابير دبلوماسية وعسكرية” قبيل الموعد النهائي للمفاوضات

دعا الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-أون إلى “تدابير دبلوماسية وعسكرية” للحفاظ على سيادة البلاد وأمنها قبل الموعد النهائي الذي حددته بيونغ يانغ بنهاية العام لتقديم تنازلات أمريكية في المحادثات النووية، بحسب ما قالت وسائل الإعلام الحكومية اليوم الثلاثاء.

قد وجه هذه الدعوات في الجلسة التي استمرت ثلاثة أيام للاجتماع العام للجنة المركزية لحزب العمال الحاكم في كوريا الشمالية، وفقا لوكالة الأنباء المركزية الكورية.

جاء الاجتماع في الوقت الذي هددت فيه كوريا الشمالية بانتهاج “طريقة جديدة” في محادثات نزع السلاح النووي مع الولايات المتحدة إذا فشلت واشنطن في تقديم اقتراح مقبول قبل نهاية هذا العام، ملمحًة إلى أنها ستنهي الدبلوماسية وفي المقابل تعود إلى االأعمال الاستفزازية.

ووفقا لوكالة الأنباء المركزية الكورية، فقد حث كيم أعضاء الحزب على إعداد “إجراءات سياسية ودبلوماسية وعسكرية ايجابية وهجومية للحفاظ بشدة على سيادة البلاد وأمنها، وتكثيف الردع ضد الاعمال المناهضة للاشتراكية وغير الاشتراكية”.

وقالت الوكالة “لقد قدم تقريرا شاملا عن عمل اللجنة المركزية لحزب العمال لكوريا، وبناء الدولة، والتنمية الاقتصادية وبناء القوات المسلحة لمدة سبع ساعات في الجلسة العامة”.

ودعا “كيم” الحزب لتكثيف الجهود لتعزيز قدرته على القيادة والتحول “لحزب مناضل مليء بالحيوية والنشاط.”

وأفادت وكالة الأبناء المركزية الكورية بأن مراحل العمل لوضع مشروع قرار متعلق بالشؤون التي تجرى مناقشتها بدأت. وأضافت أن الاجتماع العام للحزب “مازال مستمرا”، ما يشير إلى أن الحزب سيعقد جلسة إضافية اليوم الثلاثاء.

ويُشار إلى أنه من غير المعتاد أن تعقد كوريا الشمالية اجتماعا للحزب لعدة أيام.

وتعد اللجنة المركزية للحزب واحدة من أعلى هيئات صنع القرار بالبلد الشيوعي، مع أنها تصادق على السياسات التي يقدمها الزعيم “كيم” الذي يتمتع بسلطة مطلقة.

ويأتي اجتماع الحزب قبل أن يلقي الزعيم الشمالي خطاب العام الجديد المنتظر على نطاق واسع يوم غد الأربعاء، مع وجود الكثير من العلامات التي تشير إلى أنه قد يعلن عن تحول سياسي رئيسي فيما يخص محادثات نزع السلاح النووي مع الولايات المتحدة الأمريكية.

ويرى الخبراء أن كوريا الشمالية قد تعلن عن انتهاء المحادثات النووية مع الولايات المتحدة الأمريكية، وتستأنف اختبارات الصواريخ الباليستية العابرة للقارات وغيرها من الأسلحة النووية.

ويمثل إجراء كوريا الشمالية اختبار لصاروخ باليستي انتكاسة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي تفاخر بأن توقف كوريا الشمالية عن هذه الاختبارات يعد أحد إنجازاته الدبلوماسية.

وقد أعلنت كوريا الشمالية وقف التجارب النووية واختبارات الصواريخ بعيدة المدى خلال الجلسة العامة للجنة المركزية للحزب في إبريل عام 2018. وأدت هذه المبادرة الرمزية من قبل “كيم” إلى عقد أول لقاء قمة يجمعه بالرئيس الأمريكي بعد شهرين وحسب.

وقد توقفت المحادثات النووية بعد انهيار القمة الثانية بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والزعيم الشمالي بدون التوصل لاتفاق بسبب وجود اختلاف كبير بين الطرفين حول مراحل نزع السلاح النووي الشمالي وحصول بيونغ يانغ على تخفيف للعقوبات المفروضة عليها في المقابل.

وتريد بيونغ يانغ الحصول على تخفيف رئيسي للعقوبات المفروضة عليها من أجل تعزيز اقتصادها في مقابل غلق مجمع الاختبارات النووية الرئيسي في منطقة يونغبيون. في حين تطالب واشنطن بالمزيد من خطوات نزع السلاح النووي. وقد تقابل الطرفان مرة أخرى في أكتوبر ولكن فشلا في تضييق الخلاف في وجهات النظر.

كما حذرت كوريا الشمالية في وقت سابق قائلة إن الأمر متروك تماما لواشنطن لاختيار “هدية عيد الميلاد” التي ترغب في تلقيها، ملمحة لقيامها بسلوك استفزازي وشيك. بيد أن عيد الميلاد مر بدون إجراء كوريا الشمالية لأي اختبار، ولكن مازلت واشنطن وسيئول تحافظان على حالة التأهب القصوى.

ومن جانبها، حذرت واشنطن بيونغ يانغ من القيام بأي أعمال استفزازية، قائلة إنها قد تخسر كل شيء وحثتها على العودة إلى طاولة المفاوضات. بيد أن كوريا الشمالية لم تستجب للعرض وقالت إنها ليس لديها ما تخسره.

وقد أعرب وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو عن أمله في أن تختار كوريا الشمالية “طريق السلام، وليس المواجهة”، حيث أن واشنطن تراقب عن كثب ما سيعلن عنه الزعيم الشمالي في خطابه بمناسبة العام الجديد.

المصدر: الدار ـ و م ع

زر الذهاب إلى الأعلى