أخبار دولية

التحقيق الايراني يظهر ان الطائرة الاوكرانية كانت عائدة الى المطار عند تحطمها

أعلنت السلطات الإيرانية الخميس أن الطائرة الأوكرانية التي تحطمت قرب طهران، في حادث مأساوي أسفر عن مقتل 176 شخصا كانوا على متنها، كانت في طريق العودة الى المطار بعد مواجهتها “مشكلة”، قبل ان تسقط فوق متنزه قرب بلدة شهريار غرب العاصمة.

في اوكرانيا، اعلن الرئيس فولوديمير زيلينسكي الخميس يوم حداد فيما اعلنت كييف انها تدرس سبع فرضيات للتحطم بينها احتمال تعرض الطائرة لصاروخ او لاعتداء او مشكلة تقنية.

ودعت كل من كندا والولايات المتحدة إلى إجراء تحقيق شامل لتحديد أسباب حادثة الأربعاء التي وقعت بعد وقت قصير من إطلاق طهران صواريخ باتجاه قواعد عسكرية تضم قوات أميركية في العراق، ردا على اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني في ضربة اميركية في بغداد.

وأقلعت الطائرة الأوكرانية عند الساعة 2,40 ت غ من مطار الإمام الخميني في طهران، متجهة إلى مطار بوريسبيل في كييف. واختفت عن شاشات الرادار بعد دقيقتين من تحليقها عندما بلغت ارتفاع ثمانية آلاف قدم (نحو 2400 متر)، بحسب منظمة الطيران المدني الإيرانية.

وأعلنت المنظمة التي نشرت نتائج تحقيقها الأول ي على موقعها الإلكتروني ليل الأربعاء الخميس أن “الطيار لم يبعث بأي رسالة بشأن ظروف غير طبيعية”.

وأضافت أنه “بحسب شهود العيان (…) شوهد حريق بالطائرة، ازدادت حد ته”.

وأوضحت المنظمة أن “الطائرة التي كانت تتجه في البداية غربا للخروج من منطقة المطار (الجو ية)، استدارت إلى اليمين بعدما واجهت مشكلة وكانت في طريق العودة الى المطار” عند تحطمها فوق متنزه في شهريار المدينة الواقعة على بعد عشرين كلم غرب العاصمة الايرانية.

وأكدت المنظمة أنها استمعت لأقوال شهود على الأرض وآخرين كانوا على متن طائرة تحل ق فوق الطائرة الأوكرانية عند وقوع الحادث.

وكان معظم الضحايا من إيران أو من الإيرانيين المقيمين في كندا.

وصفت أكياس الجثث على الأرض بينما تناثرت أغراض الركاب الشخصية، بينها حقائب وملابس ودمية على شكل شخصية بابا نويل وسط الحطام.

وبحسب الخارجية الاوكرانية، فإن الطائرة كانت تقل 82 ايرانيا و63 كنديا و10 سويديين واربعة افغان وثلاثة بريطانيين. وكان هناك 11 اوكرانيا على متنها، تسعة منهم أفراد الطاقم.

وأعلنت منظمة الطيران المدني من جهتها ان 146 راكبا كانوا يحملون جوازات سفر ايرانية، و10 جوازات افغانية و5 جوازات كندية و4 جوازات سويدية، الى جانب الاوكرانيين الـ11.

ويفسر هذا الفارق بوجود العديد من مزدوجي الجنسية، بينهم 140 ايرانيا-كنديا، لا يمكنهم الدخول إلى الجمهورية الاسلامية أو الخروج منها الا عند ابراز جواز سفرهم الايراني.

وطالب رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو بـ”تحقيق معمق” بشأن الكارثة الاكثر دموية التي تطال كنديين منذ الاعتداء على طائرة بوينغ 747 التابعة ل”إر انديا” عام 1985 والتي قتل فيها 268 كنديا.

وقطعت كندا، الدولة التي تستضيف جالية ايرانية كبيرة، علاقاتها الدبلوماسية مع ايران عام 2012، آخذة على الجمهورية الاسلامية دعمها لحكومة الرئيس السوري بشار الاسد.

ووصف أحد أفراد الجالية الإيرانية في كندا ويدعى بايمان بارسيان الكارثة بـ”المدمرة”. وقال لشبكة “سي بي سي” الكندية “تأثر كل فرد من أفراد جاليتنا بطريقة أو أخرى”.

من جهتها، دعت الولايات المتحدة الى “التعاون الكامل مع كل تحقيق حول الاسباب” وذلك بعدما أعلنت طهران رفضها تسليم الصندوقين الاسودين لشركة بوينغ المصنعة للطائرة.

ووقعت كارثة الطائرة الاوكرانية في ظل توتر شديد بين ايران والولايات المتحدة، وبعد قيام طهران باطلاق صواريخ على قواعد تستخدمها قوات أميركية في العراق.

لكن لا يوجد بعد ما يشير الى ان هذه الاحداث مترابطة، بينما حذر الرئيس الاوكراني فولوديمير زيلينسكي من اطلاق أي “تكهنات”.

ووصل نحو 45 خبيرا في مجال الطيران ومسؤولا أمنيا أوكرانيا إلى طهران صباح الخميس للمشاركة في التحقيق، بما في ذلك قراءة البيانات الواردة على الصندوقين الأسودين اللذين عثرت السلطات الإيرانية عليهما في موقع الكارثة، بحسب ما أفاد الرئيس الأوكراني.

وقال مسؤول أمني أوكراني إن المحققين ينظرون في سبع فرضيات محتملة بشأن الحادث. وأفاد وزير مجلس الأمن القومي والدفاع في أوكرانيا أوليكسي دانيلوف، فرانس برس أن الفرضيات التي تتم دراستها تشمل أعطالا تقنية وعملية مدبرة، لكنه أكد عدم وجود فرضية مرجحة أكثر من غيرها بعد.

وتشمل الفرضيات المطروحة اصطداما بجسم آخر في الجو وصاروخا من منظومة إيران الدفاعية وانفجار محر ك ناجم عن عطل تقني وانفجارا على متن الطائرة جر اء “عمل إرهابي”، بحسب ما كتب دانيلوف على فيسبوك.

وقال لفرانس برس إن لا سببا لديه حتى اللحظة للاعتقاد بأن الطائرة تعر ضت لضربة صاروخية.

وأوضح رئيس منظمة الطيران المدني الإيرانية علي عابد زاده انه يمكن للأوكرانيين المشاركة في التحقيق، لكنه تدارك “لن نعطي الصندوقين الأسودين للمصنع (بوينغ) والأميركيين”، بحسب ما نقلت عنه وكالة مهر للأنباء.

وبحسب الشركة الأوكرانية التي علقت رحلاتها الى طهران، فان طائرة بوينغ 737 المنكوبة التي صنعت في 2016 خضعت قبل يومين الى فحص تقني.

وتعد الكارثة أول حادث دموي للخطوط الاوكرانية، الشركة التي يملك قسما منها رجل الاعمال ايغور كولومويسكي المعروف بقربه من الرئيس زيلينسكي.

المصدر: الدار ـ أ ف ب

زر الذهاب إلى الأعلى