شراكات مثمرة تجتذب اليابان إلى منطقة الخليج
الشيخ محمد بن زايد يؤكد حرص بلاده على على أمن الملاحة وضمان تدفق النفط.
أجرى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، أمس الاثنين، مباحثات مع رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي الذي وصل الإمارات، ثاني محطّات جولته الخليجية التي بدأها من السعودية، وينتظر أن يستكملها لاحقا في سلطنة عمان.
وقالت وكالة الأنباء الإماراتية “وام” إن مباحثات الطرفين “تناولت العلاقات الثنائية وسبل دعمها وتعزيزها في المجالات كافة إضافة إلى الأوضاع في منطقتي الخليج العربي والشرق الأوسط والقضايا الإقليمية والدولية محلّ الاهتمام المشترك”.
ونقلت عن الشيخ محمد بن زايد قوله إنّ “العلاقات بين دولة الإمارات واليابان متجذرة وعميقة وشهدت قفزات نوعية مهمة في مجالات التجارة والطاقة والاستثمار والتكنولوجيا والفضاء والتعليم وغيرها، خلال العقود الماضية”.
أرحب برئيس وزراء اليابان في أبوظبي..علاقات الإمارات واليابان تستند الى مسيرة تاريخية وممتدة من الثقة والتعاون والاحترام والمصالح المتبادلة..حرصنا مشترك على تعزيز ذلك الإرث لما فيه خير شعبينا الصديقين وصالحهما. pic.twitter.com/HHFomcuiG8
— محمد بن زايد (@MohamedBinZayed) January 13, 2020
كما توجه إلى الضيف الياباني بالقول “إن زيارتكم المثمرة إلى الإمارات في 2018 كانت بمثابة دفعة قوية لعلاقاتنا الحيوية خاصة أنها أسفرت عن اتفاق حول تنمية التعاون بين بلدينا من خلال مبادرة الشراكة الاستراتيجية الشاملة”، معتبرا أنّ “ما يكسب العلاقات بين الإمارات واليابان أهمية خاصة أنهما تعبران عن نموذجين تنمويين بارزين على المستويين الإقليمي والعالمي وتتفقان في منظومة القيم الحضارية الداعية إلى التسامح والتعايش والحوار ونبذ التطرف والإرهاب والكراهية والعنصرية أيا كان مصدرها”.
وبشأن الأوضاع في الإقليم قال الشيخ محمّد بن زايد إنّ “ثمة أوضاعا دقيقة ومعقدة تمر بها منطقتا الخليج العربي والشرق الأوسط، تحتاج إلى الحكمة في التعامل معها، للحفاظ على الأمن والاستقرار في منطقة ذات أهمية استراتيجية كبيرة بالنسبة إلى الأمن والسلم العالميين”، مضيفا “أن تدخل بعض القوى الإقليمية في الشؤون الداخلية للدول العربية هي أحد أهم وأخطر مصادر التوتر والصراع وعدم الاستقرار في المنطقة”.
وشدد على “موقف الإمارات الثابت في دعم الاستقرار والسلام في المنطقة وضمان تدفق النفط من الخليج العربي إلى اليابان والعالم وصيانة أمن الممرات الملاحية الدولية”، مؤكدا أنّ انضمام “الإمارات إلى التحالف الدولي لأمن وحماية الملاحة البحرية وضمان سلامة الممرات البحرية يعبّر عن حرصها على الإسهام في أي جهد دولي أو إقليمي لردع الأخطار التي تهدد الملاحة الدولية وإمدادات الطاقة العالمية”.
كما عبر “عن تقديره لسياسة اليابان تجاه الخليج العربي والشرق الأوسط التي تتسم بالحكمة والاتزان”، مرحبا بقرار طوكيو إرسال قوات الدفاع الذاتي البحرية للشرق الأوسط بهدف تأمين سفنها وحماية إمداداتها النفطية، ومعتبرا القرار يتماشى مع موقف الإمارات الداعم لكل خطوة تسهم في سلامة الملاحة وحريتها في المنطقة ويتوافق مع السياسة الإماراتية الداعمة لترسيخ ركائز الأمن والاستقرار في المنطقة.
وقالت الوكالة الإماراتية في تقرير لها بشأن زيارة آبي إلى دولة الإمارات، إن الزيارة تمثّل محطّة جديدة في إطار تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين الصديقين والممتدة على مدار 48 عاما.
وذكرت في تقريرها أنّ العلاقات الاقتصادية بين البلدين تشهد نموا مستمرا، حيث تعتبر اليابان الشريك التجاري الأكبر لدولة الإمارات في العالم.
وبحسب التقرير ذاته، فقد لعبت الاستثمارات والتكنولوجيا اليابانية المتطورة دورا حيويا في دعم مسيرة التنمية في الإمارات، لاسيما في قطاعات التكنولوجيا المتقدمة والطاقة المتجددة والنقل والطيران والرعاية الصحية.