فن وثقافة

فاطمة الزهراء أخمال، بساطة مصممة ديكور شابة تفيض موهبة

في نقطة التقاطع بين تصميم الديكور والسيراميك، تنتمي فاطمة الزهراء أخمال إلى الجيل الجديد من عدد كبير من مصممي الديكور الطافحين بالموهبة ممن كان لإبداعاتهم فضل في صون التراث التاريخي المغربي.

في جناح واسع مخصص لـ “الحفاظ على الحرف وفن التصميم” بمناسبة النسخة السادسة من الأسبوع الوطني للصناعة التقليدية، الذي تتواصل فعالياته إلى غاية 26 يناير الجاري بمدينة مراكش، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، يمكن للزائر اكتشاف هذه المواهب، لا سيما بساطة فن السيراميك التي تنضاف إلى ما تبدعه هذه الشابة المنحدرة من مدينة الدار البيضاء من فن راق ومفعم بالمشاعر وبالغموض أيضا.

تقول فاطمة الزهراء في حوار مع وكالة المغرب العربي للأنباء مدافعة بشغف عن توجهها الإبداعي: “غالبا ما يتم اعتبار مزهرية السيراميك منتجا يخلو من كل فائدة واضحة، ولهذا اخترت أن أضفي عليه من خلال تصميمي وظيفة مفيدة، في شكل جيب فارغ أو وعاء لعرض مجوهرات أو وعاء للشوكولاتة”.

تشارك فاطمة الزهراء، الشابة البشوشة ذات القوام المتوسط والأنامل المبدعة والعينين الحادتين، لأول مرة في الأسبوع الوطني للصناعة التقليدية للتعريف بمنتجها.

توضح فاطمة الزهراء بنبرة حازمة أن “الفرادة الحقيقية لمنتجي تكمن في تصميم مزهرية متعددة الوظائف، لإخراجها من وظيفتها المعتادة في شكل شيء جديد بنحت جديد ذي وظيفة مفيدة”.

اشتغلت هذه المصممة الشابة، الحاصلة على شهادة الماستر في مجال تصميم الديكور الداخلي وتصميم المنتجات، مساعدة فنية في استوديو Arne Quinze لتركيب المنحوت “The Passenger”، وهو عبارة عن غابة ضخمة فريدة من اللوحات الخشبية الجذابة تضفي على مدينة مونس البلجيكية لمسة تأسر الناظر.

تقول فاطمة الزهراء في تفصيلها للعوائق التي واجهتها أثناء إنتاج إبداعها إنها تشتغل مع صناع تقليديين في سلا سعيا لإقامة توازن في شكل المزهرية ومنظرها، وهي مهمة تتطلب عدة تجارب، مضيفة أن الإشكال الأساسي الذي واجهته في تطوير منتجاتها هو التكلفة.

وتؤكد مصممة الديكور الشابة أن تصميم هذه المزهريات دقيق ويتطلب بحثا مستمرا عن الابتكار والإبداع، مع استحضار أن الصناع التقليديين يجدون صعوبة في تصميم أشكال هندسية متراكب بعضها على بعض.

تتطلع هذه المصممة الشابة المتعددة المواهب والمتخصصة في فن تصميم الديكور الداخلي والأثاث والأشياء وتصميم المساحات، ساعية على الدوام إلى تحقيق النجاح والاعتراف بإبداعاتها، إلى تطوير فنها بالمشاركة في العديد من التظاهرات الوطنية، مثل أسبوع التصميم بالدار البيضاء Casablanca) (Design Week، والذكرى السنوية العاشرة ل CasaProjecta، وتظاهرة التصميم بتطوان ( Tétouan Design Event).

تبوح فاطمة الزهراء، بحماسة، بأنها شغوفة برسم الأشياء وصباغتها وصنعها، “هو عالم يسحرني ويجعلني أحلم، مما يمنحني قوة دافعة للمضي قدما”.

في حديثها عن ميولها واهتماماتها، تقول هذه الفنانة الموهوبة إنها شغوفة أيضا بالرياضة، مع تفضيلها لفنون الدفاع عن النفس ورياضة المغامرات، فضلا عن ولعها بالموسيقى، موضحة في هذا الصدد أنها كانت عازفة إيقاع في مجموعة تحمل اسم Overboys، شاركت برفقتها في برنامج Arab’s Got Talent وبلغت النهاية في سنة 2012 في تجربة “غنية ومؤثرة” تقول إنها منحتها المزيد من الثقة وفتحت أمامها آفاقا أخرى.

لا تفتأ فاطمة الزهراء تشدد على الفوائد اليومية لإبداعاتها التي تستهوي الزوار، مذكرة بأنها تسعى إلى تصميم منتجات متراكبة من السيراميك وتنويع الأشكال لمنحها قيمة مضافة.

وتختم فاطمة الزهراء حديثها بإسداء نصيحة إلى الشباب، وقد ارتسمت على محياها ابتسامة باعثة على الأمل، بالتأكيد على أن “على المصمم ألا يستسلم أبدا”.

المصدر: الدار ـ و م ع

زر الذهاب إلى الأعلى