التكوين المهني قاطرة أساسية لتطوير مهن الصناعة التقليدية
أبرز المشاركون في ندوة نظمت ، اليوم الإثنين بمراكش ، حول موضوع ” تنمية التكوين المهني في حرف الصناعة التقليدية .. الآليات والآفاق”، الدور الذي يضطلع به التكوين المهني ، باعتباره رافعة ضرورية وقاطرة للتطوير والنهوض بالمهن المتصلة بالصناعة التقليدية.
وأكد ثلة من المتدخلين والخبراء المغاربة والأجانب ، في هذا اللقاء المنظم في إطار الدورة السادسة من الأسبوع الوطني للصناعة التقليدية ، أن التكوين في مهن الصناعة التقليدية يعد ورشا استراتيجيا من شأنه تعزيز الاندماج السوسيو-مهني وتنمية قدرات الشباب.
وأشاروا إلى أن التكوين المهني سيساهم في تكوين جيل جديد من الصناع الأكفاء في مجال إحداث وتسيير مقاولات الصناعة، موضحين أن هذا التكوين سيضمن استمرارية الحرف عبر نقل المعارف والمهارات العريقة المرتبطة بها عبر الأجيال.
ويمتد التكوين الأولي لمدة سنة أو سنتين ، حسب أنماط وحرف ومستويات التكوين ، وهو موجه للشباب من 15 إلى 30 عاما، المتوفرين على المستوى الدراسي المطلوب لولوج مستوى التكوين المرغوب فيه.
أما نمط التكوين النظامي فمدته سنتان ، ويلقن بجانبيه النظري والتطبيقي ، داخل مراكز التكوين المهني ، مع تعزيزه بتدريبين لمدة قصيرة داخل المقاولات.
وفي كلمة بالمناسبة ، أكد حسن الشويخ ، مدير التكوين المهني والتكوين المستمر للصناع الحرفيين بوزارة السياحة والصناعة التقليدية والنقل الجوي والاقتصاد الاجتماعي ، أهمية الصناعة التقليدية باعتبارها رافعة للاقتصاد الوطني ، داعيا إلى إيلاء مزيد من الأهمية لهذا القطاع الذي يصون الهوية المغربية.
وسجل أن التكوين المهني سيمكن من تيسير ولوج الشباب إلى سوق الشغل ، مشددا على ضرورة تأهيل أنظمة التكوين المهني والنهوض بالمؤسسات المتعلقة بالتكوين في مجال الصناعة التقليدية.
وأضاف أن النهوض بمهن الصناعة التقليدية يوجد ضمن أولويات الوزارة ويقتضي انخراطا من لدن كافة الفاعلين ، مذكرا بالاستراتيجية الجديدة للوزارة انسجاما مع خارطة طريق تطوير القطاع المقدمة بين يدي صاحب الجلالة الملك محمد السادس في 4 أبريل 2019.
من جهته ، أكد ادريس بوجوالة ، نائب رئيس جامعة غرف الصناعة التقليدية ، أن التكوين المهني في الحرف التقليدية يشكل فرصة للشباب ويغير من الصور النمطية التي ألصقت بهذا النوع من التكوين.
ودعا بوجوالة إلى إعادة تنظيم القطاع وتحسين شروط عمل الصناع التقليديين ، ومراجعة المناهج المتبعة لتسويق المنتوج التقليدي المغربي وتعزيز التوجه نحو الخارج.
من جانبه ، أشار محمد عداب ، نائب رئيس فيدرالية مقاولات الصناعة التقليدية ، إلى أن طلبة مؤسسات التكوين المهني في الحرف التقليدية يتوفرون حاليا ، على خيارات واسعة ومزايا متعددة في مجال الدراسة والولوج إلى سوق الشغل.
وأشاد عداب بالاهتمام المتزايد للشباب بمهن الصناعة التقليدية ، مؤكدا أهمية تطوير البنيات التحتية والاستثمار في الرأسمال البشري.
وتميز هذا اللقاء بمنح دبلومات للخريجين المتألقين في مختلف التخصصات التي يتابعون التكوين بخصوصها في المعاهد المتخصصة في الحرف التقليدية بمراكش.
ويأتي تنظيم هذا اللقاء تماشيا مع التوجيهات الملكية السامية من أجل النهوض بقطاع التكوين المهني ، وفي إطار مواصلة العمل على الرفع من جودة التكوين المهني في حرف الصناعة التقليدية وتحسين جاذبيته وتعزيز الاندماج المهني في إطار التصور الملكي الجديد الخاص بـ”خارطة الطريق لتطوير التكوين المهني” التي يتم تنزيلها بمعية الشركاء المعنيين ، ومن خلال الانخراط الفعلي في إحداث أقطاب الصناعة التقليدية داخل مدن المهن والكفاءات مع إعادة هندسة شعب وبرامج التكوين وإشراك المهنيين في تدبير مجال التكوين المهني بالقطاع.
وقد تم خلال هذا اللقاء تقديم مجموعة من العروض تمحورت حول خارطة الطريق لتطوير التكوين المهني كنموذج بيداغوجي متميز بالانفتاح والتنوع والفعالية والإبداع يبرز الدور الهام للتكوين المهني كمورد للكفاءات الكفيلة بتعزيز تنافسية الاقتصاد الوطني ، وأهمية إحداث أقطاب للتكوين في حرف الصناعة التقليدية ضمن مدن المهن والكفاءات.
كما تطرق اللقاء إلى أهم نتائج الدراسة القطاعية حول حاجيات التكوين بقطاع الصناعة التقليدية الإنتاجية والخدماتية في أفق 2027، وثمين المسار المهني للصانعات والصناع التقليديين من خلال التصديق على مكتسباتهم المهنية ، ودور الجامعة في تطوير كفاءات الصانعات والصناع التقليديين ، وتنظيم مباراة “أحسن صانع متدرب بالمملكة المغربية”.
المصدر: الدار ـ و م ع