فريق دفاع ترامب جاهز لتقديم أولى مرافعاته
يستعد محامو الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتقديم أولى مرافعاتهم للدفاع عنه السبت في إطار محاكمته التاريخية في مجلس الشيوخ، بعدما استعرض المدعون الديموقراطيون على مدى ثلاثة أيام حججهم التي اعتبروا أنها تستدعي إزاحته من منصبه.
عقب 24 ساعة أمضوها في تقديم الحجج، قال الديمقراطيون لأعضاء مجلس الشيوخ إن ترامب أساء استخدام سلطة رئيس الدولة من خلال تسليطه ضغطا على أوكرانيا لفتح تحقيق يخدمه سياسيا، ثم سعى إلى تعطيل جهود الكونغرس لإجراء تحقيق حول الموضوع.
وفيما قال الديمقراطيون إنهم تحملوا عبء الاثبات، حذر رئيس فريق الادعاء آدم شيف من أن ترامب سيظل “خطرا محدقا” على الديموقراطية الأميركية في حال بقي في السلطة.
وقال شيف أمام المجلس إن ما يحصل يعني أن “ترامب أولا، وليست أميركا أولا”.
وتوجه شيف للجمهوريين قائلا “أطلب منكم، أناشدكم (…) امنحوا أميركا محاكمة عادلة (…) إنها تستحقها”.
وتوجد إشارات على أن ترامب لا يزال مسيطرا على حزبه، إذ عبر عدد من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين عن دعمهم له علانية رغم القضية التي تفصّل تجاوزاته.
وقال السيناتور ريك سكوت للصحافيين “لا أعتقد أن أيا مما قالوه حتى الآن يبرر العزل … أنتظر أن يضع البيت الأبيض غدا الأمور في نصابها الصحيح، لأن ما قيل منحاز”.
ويبدأ فريق ترامب دفاعه في الساعة العاشرة (15 ت.غ). وتذمر صاحب البيت الأبيض على “تويتر” من اختيار توقيت بدء الدفاع الذي اعتبره غير مناسب ليتابعه الجمهور الواسع.
وسيواصل فريق الدفاع تقديم حججه يومي الاثنين والثلاثاء، قبل أن يفتح المجلس باب الاسئلة وثم يصوت على خيار الاستماع إلى شهود، وهو أمر سعى له الديمقراطيون منذ البداية.
وقال السيناتور الجمهوري مايك برون لتلفزيون “فوكس نيوز” إن دفاع ترامب سيكون “أكثر ايجازا” و”أسهل للفهم” من حجج الادعاء.
واعتبر الديمقراطيون أن رفض ترامب السماح لمسؤولين كبار تقديم شهادتهم وتوفير وثائق طلبوها حول التحقيق الأوكراني يمثل عرقلة لعمل الكونغرس.
وقالت عضو اللجنة القضائية المسؤولة عن محاكمة ترامب فال دينتغز، إن الرئيس منع الحكومة من الإجابة على 71 طلبا تفصيليا للحصول على وثائق حول ضغطه على كييف لدعم جهود إعادة انتخابه عام 2020.
وأضافت أن ترامب منع أيضا 12 مسؤولا إداريا حاليا وسابقا، أغلبهم تم استصدار مذكرات استدعاء في حقهم، من تقديم شهادتهم في التحقيق.
وقالت ديمنغز إن “إعاقة ترامب للتحقيق المرتبط بالعزل كان تاما، جزافيا وغير مسبوق”.
ورأت ديمنغز أن الكونغرس لا يمكنه تقبل الإلغاء الكلي لسلطاته من طرف ترامب.
وقالت أمام مجلس الشيوخ إن “السلطة التنفيذية دون أي نوع من التقييد والرقابة والضوابط والتوازنات، تصير سلطة مطلقة”.
وأضافت “ونعرف ما قيل عن السلطة المطلقة. السلطة المطلقة مفسدة، هذا أكيد”.
وعبر ترامب على “تويتر” عن رفضه المسار برمته. وقال في تغريدة إن “اليسار الراديكالي، والديمقراطيين عديمي الفائدة أصابهم الجنون”، وأضاف “يعلمون أن (ما هم بصدد فعله) احتيال، لكنهم لم ينجحوا في ترويجه! يعارض الرأي العام العزل بشدة”.
وتبدو أميركا منقسمة حول عزل ترامب وإزاحته من منصبه. وتظهر عدة استطلاعات رأي أن أغلبية واسعة تريد أن يستدعي مجلس الشيوخ شهودا مهمين لمحاكمة ترامب.
تبدو تبرئة ترامب مؤكدة، إذ يحوز الجمهوريون اغلبية في مجلس الشيوخ ب53 نائبا مقابل 47 نائباً ديمقراطياً، وتتطلب ادانة وازاحة الرئيس من منصبه أغلبية 67 صوتا.
وكان الديمقراطيون يأملون في اقناع بعض الجمهوريين بحججهم لاستدعاء 4 مسؤولين حاليين وسابقين بالبيت الأبيض لهم اطلاع مباشر على مناورات ترامب في القضية المرتبطة بأوكرانيا.
وكانت توجد إشارات حول تفكير اثنين أو ثلاثة جمهوريين على الأقل في دعم إصدار مذكرات استدعاء، لكن ذلك لم يترجم إلى أفعال.
وتوقع محللون أنه في غياب وجود دعم من الجمهوريين، سيتولى زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونل، وهو أحد أكبر داعمي ترامب، تنظيم تصويت على التهم بحلول الأسبوع القادم، وبالتالي تبرئة ترامب.
هدد قادة جمهوريون أنه في حال نال الديمقراطيون دعما لإصدار مذكرات استدعاء فإنهم سيطالبون باستدعاء شهود من اختيارهم، من بينهم المرشح الرئاسي الديمقراطي المحتمل جو بايدن ونجله هانتر لأن روابطهما بأوكرانيا كانت في محور مخطط ترامب لتشويه خصومه الانتخابيين.
وأشار ترامب وماكونيل أيضا إلى أن الرئيس قد يلجأ إلى صلاحيات السلطة التنفيذية التي تخوّله رفض مذكرات الاستدعاء، وهو ما قد يتسبب بطعن في المحكمة من شأنه أن يطيل أمد القضية لتستمر إلى ما بعد فبراير.
وأطلع الادعاء مجلس الشيوخ على مقاطع فيديو ووثائق داخلية وشهادات لإثبات أن ترامب أساء استخدام سلطاته.
وأوضح الديمقراطيون أمام كاميرات التلفزيون أن ترامب شرع العام الماضي في إجبار كييف على مساعدته في تشويه بايدن.
لكن قال محامي ترامب جاي سيكلو إنهم سينطلقون في الرد على الاتهام عبر تقديم مرافعة تؤدي إلى “دحض وتفنيد” حجج الادعاء.
المصدر: الدار ـ أ ف ب