صلاح الكومري
ساد الاعتقاد أن الوقفة الاحتجاجية التي دعت إليها مختلف فصائل الرجاء البيضاوي، أمام المحطة الإذاعية “راديو مارس”، اليوم الجمعة، سيحضرها الآلاف، وسيُغلق شارع الجيش الملكي، وستُعلن حالة طوارئ وسط مدينة الدار البيضاء، لكن المفاجأة كانت كبيرة حين غاب “الجيش الأخضر” عن الوقفة، واقتصر الحضور على قلة قليلة، لا يتجاوزون في مجملهم 20 فردا، أغلبهم يملثون بعض الجمعيات وأطفال مراهقين، وبعض المنخرطين.
ردد حفنة الرجاويين الذين حضروا هذه الوقفة، شعارات تستنكر وصف جماهير النادي بـ”الخونة”، من قبيل “هذا عيب هذا عار…”، حاولوا قدر الإمكان أن يؤكدوا أنهم وطنيين، غيورين على مصالح البلاد، ورفعوا لافتة كتب عليها: “التطبيع مع الفساد الكروي..خيانة للوطن”.
انضم بعض المارة السياح إلى الوقفة الاحتجاجية حين سمعوا الرجاويين يرددون النشيد الوطني، اعتقدوا أن الأمر يتعلق باحتفال شعبي أو حفلة فنية، أو شيء من هذا القبيل، وحين علموا أن الأمر يتعلق بوقفة احتجاجية ينظمها جمهور فريق بيضاوي ضد إذاعة رياضية، رددوا عبارة “ماهذا بحق الجحيم”.
انضم إلى الوقفة بعض باعة القهوة المتجولين، وبعض الأطفال المشردين، كانوا في حالة يرثى لها، يخرجون بين الفينة والأخرى أكياسا بلاستيكية بيضاء من جيوبهم، ويضعونها على مناخيرهم ليشموا ما بداخلها، كانوا يستجدون المارة طلبا لدريهمات أو ما يقتاتون به، بعد دقائق، أصبح عدد المحتجين يبدو أكبر قليلا، بلغوا زهاء 40 فردا، في هذه اللحظة، كانوا يرددون خلف أحد الجمعويين عبارة “هذا عيب هذا عار”.
بعد أن رددوا بلاغا يتبرؤون فيه من تهمة خيانة الوطن، غادر الجميع، كل ذهب إلى حال سبيله، بعضهم فضل الجلوس في مقهى قريب، في شارع الجيش الملكي، حيث أشعلوا سجائرهم وراحوا ينفثون دخانها بعصبية وعلى محياهم علامات الحيرة والحسرة من فشل ثورتهم في إسقاط نظام “راديو مارس”، أدركوا أن “الجيش الأخضر”، لم يلبي الدعوة، ولا يفهم في الوقفات في شارع الجيش الملكي، فبوصلته مُوجهة للوقوف فقط في مدرجات “الماغانا”، حيث ينتشي ويسافر إلى عالم تحرز فيه الأهداف والبطولات.