بومبيو يزور دولتين في آسيا الوسطى لتعزيز العلاقات
يتوجه وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الأحد إلى كازاخستان وأوزبكستان في آسيا الوسطى لمحادثات مع قادة الدولتين اللتين تحظى فيهما روسيا والصين بامتيازات.
ومن المقرر أن يلتقي بومبيو في نور سلطان بقادة كازاخستان الغنية بالنفط قبل أن يتوجه إلى أوزبكستان الدولة البالغ عدد سكانها 33 مليون نسمة والتي تخرج من قرابة ثلاثة عقود من العزلة.
وتأتي الزيارة في إطار جولة تشمل أربع دول سوفياتية سابقة.
وقبل الزيارة أكد بومبيو أن الدولتين في آسيا الوسطى اللتين تشملهما الجولة “تريدان السيادة والاستقلال” وقال إن واشنطن “لديها فرصة مهمة لمساعدتهما على التوصل لذلك”.
غير أن وزير الخارجية أقر أيضا بأن هناك “كثير من النشاط (في المنطقة) — نشاط صيني، نشاط روسي”.
وطالما عملت واشنطن جاهدة من أجل الاحتفاظ بموطئ قدم في دول في آسيا الوسطى كانت جزءاً من الاتحاد السوفياتي حتى تفككه عام 1991.
وفي ذروة العداء في أفغانستان، حافظ حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة على مراكز لوجستية مهمة في المنطقة، لكنها باتت مغلقة.
وتحتفظ روسيا بقواعد عسكرية وتقود تكتلات أمنية وتجارية ساعدتها في ترسيخ مكانتها هناك.
ويزداد تطلع دول آسيا الوسطى نحو مبادرة الصين البالغة قيمتها ترليون دولار والمعروفة بالحزام والطريق، كحل ناجع لعلاج الاقتصادات المتضررة.
وشهدت كل من اوزبكستان وكازاخستان عمليات انتقال على مستوى القيادة منذ جولة جون كيري الإقليمية عام 2015 — آخر وزير خارجية أميركي يزور المنطقة.
في كازاخستان من المتوقع أن يلتقي بومبيو الرئيس قاسم-جومارت توكاييف وسلفه نورسلطان نزارباييف، الذي فاجأ المواطنين العام الماضي باستقالته من الرئاسة بعد قرابة ثلاثة عقود في المنصب.
وأما في أوزبكستان، فيجري بومبيو محادثات مع الرئيس شوكت ميرزييوييف الذي يقود إصلاحات طموحة ترحب بالسياحة والاستثمار في الجمهورية التي كانت معزولة، مع إبقائه على النظام السلطوي.
وكان إسلام كريموف، سلف ميرزييوييف، نأى عن الولايات المتحدة في 2005 إثر خلاف بشأن قمع الحكومة الدامي لتظاهرات.
وتحسنت العلاقات نوعا ما قبل وفاة كريموف عام 2016.
وكان ميرزييوييف الذي زار الرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض في 2018، أخذ بعين الاعتبار فوائد الانضمام للاتحاد الاقتصادي الاوروبي الآسيوي المدعوم من موسكو، وهو تكتل يضم خمس دول منها كازاخستان وقرغيزستان، يعد أداة رئيسية لروسيا لفرض نفوذها في المنطقة.
وإضافة إلى عقد اجتماعات ثنائية، يجري بومبيو في طشقند الاثنين اجتماعا مع وزراء خارجية كافة الدول الخمس السوفياتية السابقة في آسيا الوسطى — كازخاستان وقرغيزستان وطاجيكستان وتركمانستان وأوزبكستان.
وكان كيري حضر هذه الاجتماعات بهدف تعزيز التعاون الإقليمي والبيئي والأمني.
وجولة بومبيو قادته قبل ذلك إلى أوكرانيا وبيلاروسيا.
ودعا وزير الخارجية الأميركي السبت إلى إحراز “تقدم حقيقي” في العلاقات بين الولايات المتحدة وبيلاروسيا خلال لقائه الرئيس الكسندر لوكاشينكو في مينسك.
واعتبرت زيارته إلى بيلاروسيا، الحليف الوثيق لروسيا، الأولى التي يقوم بها وزير خارجية أميركي منذ 1994 عندما رافق وارن كريستوفر الرئيس بيل كلينتون.
وبعد جمود طويل في العلاقات سعت الولايات المتحدة مؤخرا إلى تحسين علاقاتها مع بيلاروسيا التي كثيرا ما توصف بأنها آخر دكتاتورية في أوروبا، ويحكمها لوكاشينكو بقبضة من حديد منذ 1994.
المصدر: الدار ـ أ ف ب