الولايات المتحدة تحذر فنزويلا من تبعات إلحاق أي أذى بغوايدو
حذّرت الولايات المتحدة الخميس النظام الاشتراكي في فنزويلا من تبعات أيّ محاولة لمنع زعيم المعارضة الفنزويلية خوان غوايدو من العودة الى بلاده بعد انتهاء زيارة قام بها الى واشنطن وحظي خلالها بدعم قوي.
وفي خطوة اعتبرها البعض ردا على تلك الزيارة، قامت السلطات في فنزويلا بحبس ستة مدراء تنفيذيين في قطاع النفط يحملون الجنسية الأميركية والفنزويلية، بعد شهرين من وضعهم في الإقامة الجبرية في منازلهم.
وحذر المبعوث الأميركي لشؤون فنزويلا إليوت أبرامز والذي يقود حملة الإطاحة بالرئيس اليساري نيكولاس مادورو، بأن الولايات المتحدة “مستعدة” لاتخاذ خطوات لم يحددها في حال واجه غوايدو مشاكل.
وصرح للصحافيين “نأمل في أن يأخذ النظام بالحسبان، خاصّةً بعد هذه الرحلة، بأنّ الدعم لغوايدو قويّ وبأنّ أيّ عمل يستهدفه سيأتي بنتائج عكسيّة عليه”.
وأضاف “اننا قلقون بهذا الشأن ونأمل في أن يعود سالمًا”.
وعندما سئل عن طبيعة الرد الأميركي على أيّ مسّ بغوايدو، أجاب أبرامز “نحن على أهبة الاستعداد”.
وأعلن غوايدو للصحافيين بعد لقاء مع لويس ألماغرو الأمين العام لمنظمة الدول الأميركية “سيكون هناك تعبئة في الأيام المقبلة في فنزويلا. بالطبع هناك مخاطر”.
وغوايدو الذي تعتبره الولايات المتحدة ودول غربية أخرى رئيسا انتقاليا، أجرى زيارة مفاجئة الى واشنطن، حيث حضر خطاب حالة الاتحاد الذي ألقاه الرئيس الأميركي دونالد ترامب الثلاثاء، ولقي حفاوة هائلة في الكونغرس.
واستقبل ترامب لاحقًا غوايدو في البيت الأبيض حيث عومل معاملة الرؤساء.
وانتقدت حكومة الرئيس نيكولاس مادورو بشدّة ترامب وغوايدو معًا، لكنّ السلطات الفنزويلية كانت تسمح لزعيم المعارضة بالتحرّك بحرّية على الرّغم من الدعم الأميركي له.
ولم يردّ غوايدو الخميس، بعد لقائه وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، على تساؤلات الصحافيين حول ما إذا كان ينوي العودة إلى فنزويلا.
يترأس مادورو اقتصادا متداعيا فيما يجهد العديد من الفنزويليين للحصول على السلع الضرورية ويغادر الملايين البلاد. وجاءت إعادة انتخابه وسط تقارير واسعة عن مخالفات.
لكن جهود غوايدو للاطاحة بمادورو من خلال الاحتجاجات في الشارع تراجعت، فيما فشلت العقوبات الأميركية في إزاحة الزعيم اليساري الذي لا يزال يحظى بدعم الجيش وروسيا والصين وكوبا.
وصرح أبرامز أن الولايات المتحدة ستتخذ قريبا إجراءات ضد روسيا، وسط تقارير عن أن واشنطن يمكن أن تستهدف شركة النفط الحكومية روسنفت لعلاقتها الوثيقة المتزايدة مع فنزويلا.
وقال أبرامز إن “روسيا قد تكتشف قريبا أن دعمها المتواصل لمادورو لن يبقى دون كلفة” رافضا التعليق بشأن أي خطة لاستهداف روسنفت.
وتابع “سترون خطوات تتكشف في الأسابيع المقبلة تظهر جدية نوايانا في فنزويلا”.
وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي يقوم حاليا بجولة في أميركا الجنوبية ان الولايات المتحدة “تهدد باستخدام كل الخيارات الموجودة على الطاولة وغالبا ما تلجأ إلى الاستفزاز”.
وبعد ساعات على لقاء غوايدو ترامب، اوقفت السلطات الفنزويلية ستة رجال يحملون جنسيتين هم مسؤولون في مؤسسة “سيتغو” الفرع الأميركي لشركة النفط الوطنية الفنزويلية.
والمسؤولون الذين اخلي سبيلهم قبل شهرين، اودعوا السجن مجددا في المركز التابع للاستخبارات الفنزويلية بحسب عائلاتهم.
وأعلن غونزالو هيميوب مدير منظمة “فورو بينال” الفنزويلية غير الحكومية التي تعنى الدفاع عن حقوق السجناء “اودعوا السجن مجددا للرد على ما يبدو على اتهامات جديدة”.
وقال أليريو رافائيل زامبرانو الذي اوقف شقيقاه انه “فجأة” اقتيدا من منزلهما.
وكتب في تغريدة “نطالب بمعرفة مكان تواجدهما لكننا نطالب خصوصا بالافراج عنهما!”.
وأعلن أبرامز أن توقيت الاعتقال “مشبوه” وان الولايات المتحدة قلقة جدا لسلامة رعاياها الستة.
وأضاف “ندين هذا العمل الفظيع ونطالب بانهاء احتجازهم الظالم وبأن يسمح لهم بمغادرة فنزويلا”.
وكانوا اعتقلوا في نوفمبر 2017 واتهموا بجرائم تشمل تبييض الأموال. وينتقد مناصروهم التهم مؤكدين أن النظام القضائي يخضع لمادورو المتهم بالفساد.
المصدر: الدار ـ أ ف ب