منظمات حزب الأحرار في قلب مسيرة القضية الفلسطينية
الدار / خاص
لم يتأخر مئات المنتسبين والمنتسبات لحزب التجمع الوطني للأحرار عن مسيرة الأحد التي شهدتها مدينة الرباط دعما لحقوق الشعب الفلسطيني وردا على ما سمي ب”صفقة القرن” التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤخرا لتصفية القضية الفلسطينية. وكما هي عادة القطاعات الموازية النسائية والشبابية لحزب الحمامة صدحت حناجر الأزرق السماوي في شوارع الرباط ضد “مؤامرة القرن” وتأييدا للحقوق الفلسطينية التاريخية. وتأتي هذه المشاركة مثل سابقتها التي حضرتها هيئات الحزب في ماي 2018 لتؤكد النهج التاريخي الذي ميز مشاركات التجمع الوطني للأحرار باستمرار في مختلف المحطات القومية والوطنية.
ومثله مثل باقي الأحزاب الوطنية شكلت فرصة المسيرة الوطنية مناسبة لحزب التجمع الوطني للأحرار للحضور في الموعد مساهمة في إنجاح مسيرة الشعب المغربي دعما ونصرة للقضية الفلسطينية وللتعبير عن موقف الحزب الثابت من القضية الفلسطينية انسجاما مع الموقف المغربي والتوجهات الملكية المستندة إلى قرارات الشرعية الدولية وحق الشعب الفلسطيني في بناء دولته المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وبينما تخضع القضية الفلسطينية للكثير من الاستغلال والتوظيف السياسوي بالنسبة لبعض الهيئات الحزبية الإسلامية على الخصوص، اعتاد حزب التجمع الوطني للأحرار أن لا تخرج مشاركته في مثل هذه المحطات عن الصف الوطني والمواقف الوطنية بعيدا عن الأغراض الانتخابية المرحلية التي يتم بها التعاطي مع هذه القضية من طرف هيئات سياسية أخرى. وتمتد علاقة الحزب بالقضايا القومية إلى بدايات تأسيسه في سنوات السبعينيات عندما كان حاضرا باستمرار في مختلف الأحداث والمحطات التي مرت منها القضية الفلسطينية داعما للحقوق ومناصرا للمواقف المغربية.
ولا تقتصر مساهمات الحزب في التعاطي مع هذه القضية على المشاركات الجماهيرية في المسيرات والتظاهرات الوطنية بل يعتبر حزب التجمع الوطني للأحرار أكثر الأحزاب تفعيلا للدبلوماسية الحزبية الموازية نصرة للقضية الفلسطينية. في دجنبر من عام 2018 دعا فريق التجمع الدستوري الذي يمثل الحزب في البرلمان إلى تفعيل هذه الدبلوماسية مؤكدا أن مساندة الحزب للقضية الفلسطينية وقضية القدس “تشكل التزاماً جماعيا مستمرا مقرونا بالمبادرات العملية التي يقودها الملك والتزام الحسن الثاني ومحمد الخامس رحمهما الله، والشعب المغربي بجميع مؤسساته ومنظماته وأفراده” في إشارة إلى العمق التاريخي لهذه القضية في الوجدان المغربي.
ولم يتأخر الحزب في احتضان المبادرات الدبلوماسية المؤيدة للحقوق الفلسطينية، فقد استقبل محمد أوجار عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار قبل سنتين وزير شؤون الأسرى والمحررين بالسلطة الوطنية الفلسطينية عيسى قراقع، بحضور أمينة بن خضرا ومباركة بوعيدة، بالإضافة إلى منسق مجموعة العمل الوطنية لدعم فلسطين خالد السفياني ومجموعة من الأسرى المحررين. وأكد أوجار حينها على ضرورة إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية، مشيرا في هذا السياق إلى التدابير العاجلة التي اتخذها الملك محمد السادس، بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نقل السفارة الأمريكية الى القدس، والتي عجلت بالتصدي إلى القرار المذكور، معبرا عن دعم الحكومة والشعب المغربي للقضية الفلسطينية باعتبارها قضية العادلة، ومصيرية بالنسبة له.
هذه المبادرات الميدانية والدبلوماسية والمؤسساتية تمثل جزء لا يتجزأ من نهج حزب الحمامة الذي لطالما اعتبر القضية الفلسطينية جزء من اهتماماته القومية. كما يظهر حضور الحزب الدائم في مختلف هذه المناسبات أجهزته الموازية المتماسكة والنشطة حيث أثبتت المنظمات الشبابية والنسائية باستمرار قدرتها التنظيمية الكبيرة التي تمكنها من تفعيل قرارات الحزب وتوجهاته في هذه القضايا وغيرها.