الأكثر إنفاقا: السياح الصينيون يهزون اقتصاديات العالم بسبب “كورونا”
الدار/ رضا النهري:
في العقدين الأخيرين، صار السياح الصينيون ورقة رابحة جدا لاقتصاديات العالم، خصوصا بلدان العالم الثالث، التي كانت تفعل المستحيل لكي تحظى بنصيبها من هؤلاء السياح الذين ظهروا فجأة من قعر نظامك “شيوعي” لم يكن أحد يتوقع أن ينتج سياحا باذخين عوض إنتاج البضائع الرخيصة.
هكذا أصبح فيروس “كورونا” وبالا اقتصاديا أيضا، ليس على الصينيين فقط، بل على الآخرين من الذين سيكتوون بالفيروس اقتصاديا قبل أن يصلهم الفيروس المرضي.
إسبانيا مثلا، التي تستقبل كل عام أزيد من 80 مليون سائح من مختلف بقاع العالم، لم تستقبل ما يكفي من السياح في السنة المنصرمة 2019، وكانت تأمل في أن يتضاعف عدد زائريها من الصينيين حتى تملأ خزينتها السياحية بما يكفي من العملة الصعبة، وها هي حكومة مدريد لا تدري ما تفعله الآن بعد أن صارت معجزة السياحة الصينية في خبر كان، حيث كان يزورها كل عام ما يقارب 700 ألف سائح صيني.
ما يحدث في إسبانيا سيحدث بالتأكيد في بلدان كثيرة من العالم، وهناك بلدان بادرت إلى “تجرع السم” عبر وقف تدفق السياح الصينيين إليها، بعد استفحال داء كورونا، مثلما فعلت تايلاند، التي تعتمد كثيرا على السياحة الصينية، بفعل العامل الجغرافي، وبعدها جاءت روسيا التي أعلنت مؤخرا إقفال أبوابها في وجه السياح الصينيين، وهم كثيرون جدا، وقد تتلوها بلدان أخرى كثيرة، خصوصا في أوربا وأمريكا، وسيكون على الصينيين أن يعيدوا اكتشاف سورهم العظيم ومآثرهم القديمة، التي تركوها للزائرين الغرباء منذ زمن طويل.
ولكي ندرك حجم الأضرار التي سيتركها “كورونا السياحي” على الاقتصادات العالمية، يجب الاطلاع على الأرقام المفاجئة للسياحة الصينية، حيث يعتبر السياح “الشيوعيون” الأكثر إنفاقا في العالم، فقضاء أسبوع مثلا لسائح صيني في بلد ما يكلفه قرابة ثلاثة آلاف أورو، بينما لا ينفق السائح الألماني أكثر من ألف أورو، والسائح الإنجليزي والأمريكي أقل من ذلك.
ومن أجال إدراك أكبر لحجم الضرر الاقتصادي سياحيا بفعل فروس كرونا، يجب أن نتأمل جيدا رقم 200 مليون سائح الذين ينطلقون من الصين كل عام نحو مختلف مناطق العالم، ويعتبرون الأكثر إنفاقا والأكثر سخاء، كل هذا انتهى.. أو سينتهي قريبا.