رغم فيروس كورونا.. سلطات شينجيانغ ترسل الإيغور للعمل في المصانع الصينية
ترسل السلطات في إقليم شينجيانغ مئات من الإيغور إلى مناطق أخرى من الصين للعمل في المصانع التي تأثرت بفيروس كورونا المستجد، في خطوة أثارت انتقادات من المراقبين الذين يقولون إن هذه الخطوة تهدف إلى تصفية الإيغور من الصين.
لا تكف السلطات الصينية عن التنكيل بأقلية الإيغور في إقليم شينجيانغ.. رغم تفشي فيروس كورونا الجديد في كثير من الأقاليم الصينية.. إلا أن سلطات بكين وجدت في الأمر فرصة سانحة لإرسال الإيغور إلى المناطق التي يتفشى فيها هذا الفيروس من أجل العمل بدلاً من الصينيين.
ومع تسبب الفيروس بتوقف الإنتاج في الصين مع قيام السلطات بفرض الحجر الصحي وقيود السفر على مستوى البلاد لإبطاء انتشار الفيروس، إلا أن الحجر الصحي لا يطبق على الإيغور بل يفرض عليهم العمل في المصانع الصينية حتى وإن كان فيروس كورونا متفشياً في المنطقة التي تتواجد فيها تلك المصانع.
ورغم أن الإجراءات الصينية تزداد صرامة يوماً تلو الآخر إلا أن تقارير وسائل الإعلام الرسمية الصينية نفسها تشير إلى أن سلطات شينجيانغ تجبر الإيغور على الانتقال إلى المصانع في مقاطعات هونان وجيانغسو وجيانغشي وتشجيانغ، في محاولة منها لدعم الإنتاج المتوقف حتى ولو كان ذلك على حساب حياة المواطنين الإيغور.
تقول التقارير الصادرة عن شينجيانغ ديلي و تشاينا نيوز دوت كوم إنه في الأسبوع الماضي تم نقل أكثر من 400 شاب إلى مقاطعات هونان وتشجيانغ وجيانغشي”، ومن بين هؤلاء ، تم إرسال 114 من مقاطعة أوات، كما تم إرسال 100 منهم من مدينة أكسو إلى جيوجيانغ.
إضافة إلى ذلك تم نقل 135 عاملاً من مطار أكسو إلى مدينة وويي في جيانغسو للمشاركة في “العمل الصيفي” ، دون تقديم تفاصيل. كما تم نقل عمال صغار إلى تشانغشا للعمل في شركة لانسي للتكنولوجيا، الأخطر من ذلك أن السلطات الصينية أجبرت في 25 فبراير أكثر من 30 ألف عامل من الإيغور على العودة إلى وظائفهم في 299 مؤسسة في المنطقة، رغم الحجر الصحي المستمر.
في حديث له قال دولكان عيسى رئيس مؤتمر الإيغور العالمي إنه مصدوم لأن حكومة شينجيانغ تجبر المئات من العمال الإيغور على السفر إلى أجزاء أخرى من الصين للعمل في المصانع، في وقت قامت فيه بكين بفرض الحجر الصحي على ملايين الأشخاص، والشركات علقت الإنتاج خشية الإصابة بفيروس كورونا، مضيفاً أن السلطات الصينية تضع هؤلاء الإيغور في خطر لأن حياتهم لا تهم الصين”.
ميمت إمين، الباحث الطبي الإيغوري قال إن الإيغور يمثلون قوة عاملة مثالية للشركات في أجزاء أخرى من الصين وخاصة تلك التي تكافح من أجل تحقيق أهدافها وسط تفشي فيروس كورونا المستجد، حيث ترسل الصين الإيغور لأنهم لا يملكون أي وسيلة لمعارضة السلطات، ويمكن إجبارهم على العمل كعمالة رخيصة، ولن تخضع الشركات التي توظفهم للمساءلة، حتى إذا مرضوا أو ماتوا بسبب فيروس كورونا.
ليس هذا فقط.. بل أكثر من ذلك فإن السلطات الصينية تركت سكان شينجيانغ دون طعام وإمدادات كافية وسط الحجر الصحي الذي فرضه المسؤولون المحليون لوقف انتشار فيروس كورونا في المنطقة، والتي شهدت حتى الآن 76 إصابة أدت إلى وفاة اثنين.
كل تلك الممارسات تقع بحق أقلية الإيغور من قبل السلطات الصينية، من دون أي رادع قانوني أو حتى أخلاقي وإنساني.
المصدر: الدار ـ وكالات