آخر نكتة: المغرب سيحتل سبتة ومليلية..!
الدار/ رضا النهري:
منذ توقيف التهريب المعاشي وغير المعاشي بين المغرب وسبتة ومليلية، لم تتوقف التحليلات والمناقشات والمبادرات والاتصالات الدبلوماسية التي تهدف إلى إنعاش كبار المهربين الإسبان والمغاربة على السواء.
التحليلات والمناقشات لا يمكن حصرها، لكن أهم من التحليلات هناك نكتة ظهرت مؤخرا في بعض الصحف والمواقع المقربة من اليمين الإسباني، بأصنافه المعتدلة والمتطرفة، والتي تقول إن المغرب يهدف إلى خنق سبتة ومليلية اقتصاديا تمهيدا لاحتلالهما.. !
نكتة رغبة المغرب في احتلال سبتة ومليلية هي الأكثر إضحاكا، لأنها تفضح، ليس فقط خفة دم اليمين المتطرف، وليس لأن الإنسان لا يمكنه أن يحتل منزله، بل أيضا تكشف رغبة جامحة في تجاهل التاريخ واعتماد نظرية” اكذب.. اكذب.. حتى يصدقك الآخرون”.
ويبدو أن اليمين الإسباني المتطرف لا يكذب كثيرا من أجل أن يصدقه الآخرون، بل يكذب من أجل أن يصدق نفسه أولا، لأن قادة هذا اليمين، وحتى أتباعهم، لا يجرؤون أبدا على فتح كاب للتاريخ ومعرفة تاريخ سبتة ومليلية، وعادة ما يبدؤون قراءة التاريخ بعيد احتلال المدينتين المغربيتين من إسبانيا والبرتغال، وما قبل ذلك يعتبرونه من العصر الحجري.
اليمين الإسباني لم يتحرك مطلقا عندما كانت سبتة ومليلية تحتلان المغرب من أقصى شماله إلى أقصى جنوبه بسلعهما لفاسدة التي يأتي أغلبها من مناطق مجهولة، هذه السلع المسرطنة التي تعتبر امتدادا للأسلحة الكيماوية الإسبانية فيما بعد معركة أنوال.
ويبدو أن السعار الإعلامي الذي أصيب به اليمين المتطرف مرده إلى شيء أساسي، وهو أنه كان المستفيد الأكبر من التهريب في المدينتين، وأن المافيا التي كانت تجمع الملايير يوميا من السلع المهربة كانت تدفع الكثير للسياسيين الإسبان في المدينتين، وكانت تمول الأحزاب والحملات الانتخابية، وهذا ما يجعلنا نفهم لماذا حصل اليمين المتطرف على نسبة أصوات مرتفعة جدا في سبتة ومليلية في الانتخابات التشريعية الأخيرة..
وإذا عرف السبب.. بطل العجب..