الدار/ رضا النهري:
خلق فيروس كورونا حالات عجيبة من الناقض الصارخ، وحتى أعتى كتاب السيناريو والمخرجين السينمائيين في العالم، الذين من عادتهم أن يجنح خيالهم بعيدا جدا في أفلامهم، لم يكونوا يتوقعون أن يحدث هذا الوضع في الواقع.
من أولى هذه الغرائب أن الفيروس الذي توقعناه مولودا في مدينة “ووهان” الصينية، بسبب الثعابين والخفافيش وما جاورهما، كذبته السلطات الصينية وقالت إن الجنود الأمريكيين هم من حملوا الفيروس إلى ووهان، خلال تظاهرة رياضية عسكرية، وطبعا هذا ما تنفيه واشنطن جملة وتفصيلا، وسيظل هذا السجال مستمرا ما دام أن الخفافيش لا تتكلم.
ومن أبرز حالات التناقض أن الصين تعلن عن انخفاض كبير في أعداد المصابين والمتوفين جراء هذا الفيروس، في الوقت الذي يقف العالم على أصابع قدميه بسبب الارتفاع المهول في المصابين، وهذا ما سيتبعه ارتفاع كبير في الموتى.
ومن بين الغرائب المضحكة أن فريقا صينيا لكرة القدم للدرجة الثالثة يوجد في إسبانيا، قرر العودة إلى الصين لأن الصين صارت أكثر أمنا من فيروس كورونا، بينما تقفز الإصابات إلى السماء في جارتنا التي يرتقب أن تنافس إيطاليا.
السجال حول فيروس كورونا اتخذ طابعا سياسيا محضا عندما أعلن مرشد إيران، آية الله علي خامنائي، أن الأمر يتعلق بحرب بيولوجية بدأتها أمريكا، وهذا الكلام طبعا لم يكن يتوقع أن يأتي من مكان آخر غير طهران وبكين، وإلى حد ما موسكو.
لكن أمريكا التي يتهمها البعض بأنها مصدّرة الفيروس إلى العالم، من المحتمل أن تعرف مستقبلا أكبر أعداد من الإصابات بهذا الفيروس، وكما أعلن حاكم ولاية أوهايو الأمريكية، أن هناك تقديرا أوليا بمائة ألف حالة إصابة، وهذا رقم مرعب لم يتم تسجيله حتى في الصين وكوريا الجنوبية.
ويبدو الآن أن فيروس كورنا يستمتع بهذه اللعبة التي يمارسها على العالم، حيث يسود الرعب في كل مكان، بينما لم تتجاوز بعد أعداد الضحايا رقم ضحايا الأنفلونزا العادية، ولا يمكن أن ينطبق عليه، حاليا على الأقل، سوى الآية الكريمة “الفتنة أشد من القتل”.