إجراءات مشددة في فرنسا وإسبانيا مع تخطي الإصابات بكورونا 150 ألف حالة
فرضت إسبانيا وفرنسا إجراءات مشددة لمكافحة تفشي فيروس كورونا المستجد على أراضيهما، في حين تأكدت عدم إصابة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالوباء الذي طال أكثر من 150 ألف شخص في العالم.
بعد إيطاليا، فرضت إسبانيا السبت إغلاقا شبه تام في كافة أنحاء البلاد مع منع الناس من الخروج من بيوتهم إلا للعمل أو تلقي العناية الطبية أو شراء الطعام.
وتوفي 196 شخصاً حتى الآن في إسبانيا التي باتت البلد الثاني الأكثر تضرراً من الفيروس في أوروبا بعد إيطاليا. ومن بين المصابين، زوجة رئيس الوزراء بيدرو سانشيز.
أمرت فرنسا في الأثناء بإغلاق المطاعم والحانات وصالات السينما والنوادي الليلية، لكن أبقت على متاجر الطعام والصيدليات والمصارف ومحلات بيع التبغ مفتوحة، فيما بدأت الانتخابات البلدية الأحد في موعدها المقرر.
وفي مؤشر على خطورة الفيروس المتزايدة، وسعت الولايات المتحدة حظر السفر المفروض على الدول الأوروبية ليشمل المملكة المتحدة وإيرلندا، بدءاً من منتصف ليل الاثنين.
وتسببت القيود بفوضى في مطارات الولايات المتحدة، حيث أجبر الوافدون على الانتظار ساعات من أجل المعاينة الطبية.
ووافق ترامب على الخضوع لفحص للكشف عن الإصابة بكورونا المستجد بعدما تواصل مع أعضاء وفد رئاسي برازيلي تبينت إصابتهم لاحقاً بالمرض.
وقال طبيب ترامب شون كونيلي “بعد أسبوع من تناول العشاء مع الوفد البرازيلي في مارالاغو، لم يظهر على الرئيس أي عوارض بعد”.
وارتفع عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد عالمياً إلى ما فوق 156 ألف حالة مع أكثر من 5800 وفاة، وفق حصيلة لجامعة جونز هوبكنز الأميركية.
انتهى هذا الأسبوع الذي شهد إغلاقاً للمدارس والشركات لأجل غير مسمى وإغلاق الحدود أمام ملايين المسافرين وإصابة مشاهير وسياسيين وإغلاق إيطاليا كاملةً، بسلسة إجراءات حكومية جديدة في عدد من دول العالم.
وأعلنت أستراليا الأحد فرض عزل ذاتي لمدة 14 يوماً على كافة الوافدين إلى البلاد.
وقال رئيس الوزراء سكوت موريسون “علينا الاعتياد على بعض التغييرات في الطريقة التي نعيش فيها”، مضيفاً أن الإجراءات ستدخل حيز التنفيذ بدءاً من منتصف الليل (13,00 ت غ الأحد).
وأعلن ترامب حال الطوارئ وخصص مساعدات بقيمة 50 مليار دولار، وهو إجراء اتخذته أيضا حكومتا كندا وأستراليا الأحد.
عززت الدول الأوروبية من جهتها القيود على حدودها، فيما عزلت تشيلي أكثر من 1300 شخص على متن سفينتين سياحيتين، بعدما تبينت إصابة بريطاني مسن على متن إحديهما بالفيروس المستجد.
وخلت الساحات والشوارع من ميلانو إلى مدريد السبت من المارة في ظلّ دعوات الحكومات للناس إلى البقاء في بيوتهم.
ولجأ بعض الإيطاليين إلى الغناء من نوافذهم تحدياً للعزل.
وشهدت إيطاليا أعلى ارتفاع في الوفيات خلال 24 ساعة، مع 175 حالة، تليها إيران مع 97 وفاة وإسبانيا مع 63.
وصنفت منظمة الصحة العالمية أوروبا بالبؤرة الجديدة للوباء، بعد الانخفاض الكبير في الإصابات الجديدة في الصين التي بدأ منها تفشي الفيروس في ديسمبر.
وأفادت الصين الأحد عن 16 حالة مستوردة جديدة من كورونا، الأعلى منذ أسبوع.
وتزداد الخسائر الاقتصادية الناتجة عن الإجراءات المتخذة لمكافحة انتشار الفيروس. وشهدت الأسواق المالية في العالم تقلبات حادة خلال هذا الأسبوع. وسجلت خسائر هائلة على خلفية المخاوف من انكماش عالمي، ثم مكاسب قوية بعد إعلان الحكومات نيتها تقديم دعم مالي لمواجهة الأزمة.
وأغلقت شركة “آبل” كافة متاجرها خارج الصين حتى 27 مارس، فيما قد تعلن شركة “بريتيش ايرويز” البريطانية للطيران عن إجراءات جذرية مع إبلاغ المدير التنفيذي أليكس كروز الموظفين بترقب خسارة وظائف.
وألغت شركات الطيران آلاف الرحلات حول العالم وأغلقت بعض المطارات مدارجها.
في غضون ذلك، أعلنت شركة “فيراري” الإيطالية للسيارات الفاخرة أنها ستعلق إنتاجها لأسبوعين بسبب الإغلاق.
ومع ضغط التدهور الاقتصادي، تواجه الحكومات معضلة متعلقة بالصحة العامة، ترتبط بمعرفة ما إذا كان عليها اتخاذ إجراءات مشددة لمكافحة المرض، أو محاولة إدارة انتشاره.
وحاول مسؤولون بريطانيون الترويج لفكرة إدارة تفشي الفيروس لدفع الأزمة لبلوغ ذروتها بحلول الصيف حين تكون المستشفيات قادرة على العمل بشكل أفضل.
وقالوا إن ذلك سيساعد على خلق “مناعة جماعية”، لكن الخبراء منقسمون حول ما إذا كان هناك دليل يدعم هذه النظرية.
ورأت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية مارغريت هاريس “لا نعرف الكثير عن طبيعة الفيروس العلمية، فهو غير موجود وسط السكان منذ مدة طويلة”.
وما زالت بريطانيا تقاوم فرض قيود مشددة، لكن وسائل إعلام أفادت السبت عن نية الحكومة فرض حظر على التجمعات الحاشدة اعتباراً من الأسبوع المقبل.
وسينص القانون على إلغاء كافة المناسبات الحاشدة، مثل بطولة ويمبلدون لكرة المضرب، ومهرجان غلاستنبوري الموسيقي، المقررين أواخر يونيو.
وسبق أن أمرت معظم الحكومات في المناطق التي طالها الفيروس عن إجراءات مشددة.
في الفيليبين، أغلقت العاصمة مانيلا الأحد، فيما حظرت السعودية الرحلات الدولية، وفرضت نيوزيلندا على الوافدين إليها وضع أنفسهم بالحجر الصحي لدى وصولهم.
وما زال تمدد الفيروس ضئيلاً في إفريقيا، بينما أبلغت رواندا عن أول إصابة على أراضيها السبت.
وقالت مدغشقر إنها ستعلق الرحلات إلى أوروبا لمدة شهر اعتباراً من 20 مارس.
فضلاً عن إلغاء وإرجاء مباريات هامة في كرة القدم، ألغيت مباريات لرياضة الكريكيت وأرجئت سباقات في الفورمولا واحد.
لكن نفت طوكيو إلغاء أولمبياد 2020، بعدما قال ترامب إنه “قد يرجأ لمدة عام”.
المصدر: الدار ـ أ ف ب