الرأيسلايدر

بين “إيبولا” و”كورونا”: العالم أمام أول عدالة فيروسية

الدار/ رضا النهري:

يسير فيروس “كورونا” نحو فرض “عدالة” غير مسبوقة في المرض والموت، حيث لأول مرة، يفرض فيروس خطير قوانينه على الجميع، على الفقراء والأغنياء.

وإذا استثنينا نظرية المؤامرة التي تقول إن الفيروس خرج من المختبرات العلمية العسكرية، سواء في الشرق أو الغرب، فإن الواقع واحد لا يختلف عليه اثنان، وهي أن الفيروس لا يقف في طريقه شيء حتى الآن، ويعامل بنفس المنطق رئيس أعظم دولة، وماسح أحذية في أفقر زقاق.

ونتذكر قبل زمن يسير فقط، عندما كان العالم يتابع وباء “إيبولا” وهو يحصد الفقراء فقط في أدغال إفريقيا، فلم يهتم أحد بما يجري وكأن الوباء اجتاح كوكبا آخر، ولنقارن ذلك بما يجري الآن حين نرى إفريقيا لا تزال بعيدة عن فيروس “كورونا”، وربما غير مهتمة، بينما الفيروس يحاصر أغنى وأعتى الدول.

كان فيروس “إيبولا” وباء الفقراء فقط، وبالضبط في إفريقيا، بينما “كورونا” لا يميز بين غني وفقير، وملك وشحاذ، فالكل عنده سواسية، وهذا ما جعل العالم يقف على أصابع قدميه، في انتظار مستقبل لا أحد يعرف كنهه.

وبغض النظر عن التوابع الصحية والاقتصادية لهذا الوباء، والتي ستكون جسيمة، فإن له توابع أخرى لن تُرى على المدى البعيد، وهي التوابع السياسية، حيث يبدو أن الإنسانية مقبلة على واقع سياسي مختلف جدا، ربما يسير بها نحو الحماقة المطلقة، وربما يسير بها نحو حكمة تعيد الإنسان إلى رشده.

وفي كل الأحوال فإنه إذا خرجت الإنسانية سالمة من هذا الوباء، فإن أهم ما سيتعزز هو نظرية المؤامرة، والتي لن تبقى حاملة للقب “نظرية”، بل ستتحول إلى واقع، خصوصا إذا استطاعت الصين فرض وجهة نظرها في كون “الوباء” مصنوع في المختبرات، وأنها كانت بدورها ضحية لا مصدرا للوباء.

زر الذهاب إلى الأعلى