الدار/ رضا النهري:
يتداول الناس هذه الأيام عبارة منسوبة لباحثة إسبانية تقول: تعطون لاعبي الكرة المشاهير ملايين الدولارات كل شهر، وتعطون الباحثين في علوم البيولوجيا ألف أورو في الشهر، فاطلبوا الآن من ميسي ورونالدو ونيمار أن يصنعوا لكم لقاحا ضد فيروس كورونا.. !
وسواء كانت هذه العبارة منسوبة فعلا لباحثة إسبانية، أو أنها مختلقة، إلا أنها عين الصواب، وهي تترجم مزاج ملايين، بل ملايير البشر هذه الأيام، الذين كانوا من قبل يُيمّمون وجوههم صوب ملاعب الكرة ونجوم الملاعب، بينما اليوم يبلعون ريقهم وهم يتوسلون الباحثين في علوم الأدوية أن يجدوا لهم، على عجل، دواء لهذا الفيروس الشرس.
هذه العبارة، تترجم أيضا، واقعا منحرفا يعرفه العالم، الذي يهب ثرواته لنجوم الفرجة، بينما يُقتّر مع الباحثين والعلماء، الذين يمضون ساعات طويلة من الليل والنهار وهم يبحثون عن أدوية ولقاحات تصنع مستقبلا أفضل للبشرية، بينما لا أحد يذكر أسماءهم، ولو أننا قمنا برهان وطلبان من جمهور ملعب للكرة به قرابة مائة ألف نفر أن يعطونا اسم باحث أو عالم في الأدوية والبيولوجيا لما استطاعوا إلى ذلك سبيلا.
حاليا ينظر الناس بما يشبه الاحتقار إلى مشاهير الكرة والفن وغيرها، ويكاد يقدسون علماء الأدوية، بل إن من يستطيع صنع أول لقاح ضد الفيروس سيتحول إلى بطل، ليس قومي، بل عالمي، وستقام له النصب التذكارية في كل بلدان العالم.
حاليا، فإن أكثر شيء يمكن أن يقوم به نجم لكرة القدم هو أن يحاول الحفاظ على نفسه بكل ما يستطيع، مثلما فعل البرتغالي كريستيانو رونالدو، الذي انزوى في جزيرة “ماديرا” المعزولة، مسقط رأسه، لكنه قام بعمل نبيل حين قرر تحويل فنادقه الشهيرة إلى مستشفيات وأماكن للحجر الصحي، ويتكفل هو بكل النفقات، وخلفه ميسي، الذي يفوقه ثروة، الذي اكتفى بالدعاء “الصالح” للمرضى.
عموما، لم يبق في أفئدة الناس مكان كبير لنجوم الكرة والفن، وقلوبهم ممتلئة عن آخرها بأمل واحد.. لقاح فعال.. في أقرب وقت.. !