فن وثقافة

معرض جدة الدولي للكتاب.. ملتقى أدبي للسلام والتسامح

يحتفي معرض جدة الدولي للكتاب، وهو يطفأ شمعته الرابعة هذه السنة، بالكتاب عنوانا للسلام والتسامح، عبر أزيد من 180 ألف عنوان تغذي مواضيعها الروح والفكر.

تحت شعار "الكتاب تسامح وسلام"، يتواصل معرض جدة، الذي تتزاحم فيه عناوين تحيل على شتى مجالات المعرفة والعلوم والثقافة والآداب والفنون والإعلام والسياسة والدين، عناوين قديمة وأخرى حديثة الإصدار، لكل زائر وجهته في هذه التظاهرة الثقافية التي استضافت هذه السنة 400 دار نشر من نحو 40 بلدا.

معرض جدة للكتاب هو فضاء للمعرفة والأدب والعلوم، ولكنه أيضا فضاء فني بامتياز مع عدد كبير من ورشات الفنون التشكيلية والتصوير الفوتوغرافي والخط العربي وعروض سينمائية ومسرحية، حتى أن أصداء هذا المعرض، الذي افتتح أمام الزوار يوم 26 دجنبر الماضي، تجاوزت الفضاء المخصص له لتصل إلى قلب مدينة جدة النائمة بين أحضان البحر الأحمر كقلب تجارى بالمنطقة الغربية للسعودية.

وفي هذا الصدد، قال الكاتب والأديب السعودي محمد المزيني إن النسخة الحالية للمعرض نجحت في الاستجابة لانتظارات رواده من كل شرائح المجتمع، لافتا إلى أن المعرض كسب رهان التجديد والتنوع في الإثراء المعرفي ونشر الوعي والمعرفة بكل الوسائط المتاحة.

وأضاف المزيني، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنه رصد من خلال جولته في أروقة المعرض تنوعا كبيرا، سواء من حيث العناوين والمؤلفات التي تنهل من كل الحقول المعرفة والعلم، أو من حيث الفعاليات المصاحبة كالندوات الفكرية وورشات الفنون التشكیلیة والتصویر الفوتوغرافي والمسرح وغيرها.

وبالفعل، فقد دخلت عناصر ثقافية جديدة في أجندة المعرض الذي تستضيف دورته الحالية ولأول مرة في تاريخ المملكة، نحاتين سعوديين اقتصرت غالبية منحوتاتهم على موضوعات تبتعد عن تجسيد الإنسان.

فقد عانى النحاتون السعوديون في الماضي، من إشكالية الربط بين فن النحت ونظرة بعض الأوساط الدينية لذلك الفن، ما وضعه في خانة المحظورات، أو الممنوعات، أو غير المرغوب فيه.

ووصف النحات السعودي علي الطخيس مشاركة النحاتين السعوديين في المعرض وإقبال الزوار على جناح النحت ب"الملفت"، وعزا ذلك إلى ما لهذا الفن من "ذائقة بصرية تختلف عن أغلب الفنون".

واعتبر النحات السعودي أن النحت ثقافه، ويدل على تطور الشعوب وتقدمها، وأن حضور هذا الفن في معرض جدة للكتاب يفتح آفاقا واسعا للنحاتين السعوديين في شق مسيرتهم في الإبداع الفني وإثراء الحركة الفنية والثقافية في المملكة.

وقال الطخيس إن "المنحوتات تمنح المتلقي رؤية بصرية أخاذة، ما يضفي على حضورها في معرض جدة للكتاب صفة الشمولية والتنوع لهذا الحدث الثقافي، لاسيما وأن المنحوتة هي بمثابة كتاب مفتوح، كل يقرأة وفق زاوية النظر والثقافة التي اكتسبها في مسار حياته".

ويعتبر المعرض أيضا منصة للتلاقي بين المبدعين من كل الاتجاهات والمشارب، في أبهى صور التمازج بين الثقافات والحضارات العالمية عبر تظاهرات سبق للمنظمين أن أكدوا أنها تتجاوز 50 فعالية تشمل تراث عدد من البلدان (فلسطين، اليمن ، الأردن، السودان ) ومعارض فوتوغرافية تمنح الزائر فرصة الاطلاع على جوانب من الحياة بالمكسيك والولايات المتحدة.

وخصص المعرض في دوره الحالية ست منصات لتوقيع 196 مؤلف ومؤلفة سعودية أعمالهم، ومن ضمنھم توقيع أصغر كاتبة سعودية وھي حلا طلال التمیمي، التي لا یتجاوز عمرھا 11 سنة، لكتابها "الخيال الجميل".

وتتنافس في هذا المعرض الثقافي الذي تستمر فعالياته حتى الخامس من الشهر الجاري، دور النشر المختلفة في إرضاء كل الأذواق، لا سيما وأن القيمين عليه يتوقعون أن يصل عدد زائريه هذه السنة الى 50 ألفا.

وبالرغم من أن هناك سؤالا أبديا يطرح مه انعقاد كل معرض للكتاب، وهو كم من الكتب بيعت وما نوعيتها ؟، فإن الإقبال المسجل بمعرض جدة (291 ألف زائر حتى يوم أمس الأربعاء) يؤكد أن الكتاب لم يمت وأن رثائه بعيد جدا، فهو يبقى خير جليس وخير بلسم لآفات بدأت تغزو العالم العربي والإسلامي. 

المصدر: الدار – وم ع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

17 + ثمانية =

زر الذهاب إلى الأعلى