مقتل سجناء في شغب في كولومبيا ودول أميركا اللاتينية تعزز إجراءاتها ضدّ كورونا المستجد
أثارت المخاوف من تفشي فيروس كورونا المستجد أعمال شغب في سجن في كولومبيا أدت إلى مقتل 23 سجيناً الأحد، في حين باتت تشيلي آخر بلد في أميركا اللاتينية يفرض قيوداً على الحركة.
واندلع الشغب في سجن مكتظ في العاصمة الكولومبية بوغوتا في ظل التوتر الناجم عن الخوف من انتشار الفيروس داخل السجون.
لكن وزيرة العدل مارغاريتا كابييو وصفت العنف بأنه محاولة لهروب جماعي من السجن، موضحةً أنه خطة منسقة مع سجناء سببوا اضطراباً في 13 سجناً في البلاد. ورفضت اتهامات مجموعات حقوقية بأن الشغب انطلق احتجاجاً على الظروف غير الصحية داخل السجون غير المجهزة لمواجهة الوباء.
في تشيلي، بدأ فرض حظر تجول “في كافة أنحاء الأراضي الوطنية من الساعة 22,00 وحتى الساعة 5,00 صباحاً في اليوم التالي”، كما أعلن وزير الصحة خايمي ماناليش الأحد. وسجلت تشيلي أول حالة وفاة في عطلة نهاية الأسبوع بفيروس كورونا المستجد، فيما بلغ عدد الإصابات فيها حتى الآن 632 حالة.
أما الإكوادور، التي تسجل أكبر عدد وفيات في أميركا اللاتينية بعد البرازيل، فقد شهدت الأحد ارتفاعاً في الوفيات إلى 14 حالة والإصابات إلى 789 حالة.
شرطة مكافحة الشغب أمام سجن موديلو في بوغوتا عقب اندلاع أعمال شغب
وأمرت كيتو الأحد الجيش بفرض السيطرة على محافظة غاياس في جنوب غرب البلاد الأكثر تضرراً من الفيروس.
وأعلنت وزيرة الدولة باولا رومو أن القوات المسلحة أعطيت الإذن “بإدارة محافظة غاياس على اعتبار أنها منطقة أمن قومي”، في حين فرض منذ الثلاثاء حظر تجول وطني في الإكوادور.
وعززت حكومات منطقة أميركا اللاتينية جهودها سعياً لإبطاء انتشار الجائحة التي حصدت أرواح أكثر من 15 ألف شخص على الأقل حول العالم.
وانضمت الأرجنتين وبوليفيا والسلفادور وباراغواي إلى عدد كبير من الدول بفرض عزل تام، فيما تبدأ كولومبيا بتطبيق حجر إلزامي لمدة 19 يوما على سكانها البالغ عددهم 48 مليون نسمة اعتباراً من منتصف ليل الثلاثاء.
الحرس الوطني في السلفادور يجري دورية في وسط مدينة سان سلفادور
وانتقدت الحكومة البوليفية تجاهل جزء من السكان إجراءات العزل الأحد. وقال وزير الدفاع لويز فرناندو لوبيز “لن ننجح إذا نفذ الحجر بنسبة 98 بالمئة. لن نهزم الفيروس إلا بالتزام مئة بالمئة”.
في فنزويلا، أعلن الرئيس نيكولاس مادورو أن الحكومة ستدفع رواتب الموظفين في الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم التي تضررت من الحجر. وقال إن تطبيق الإجراء يبدأ “في شهر مارس”، لكن لم يحدد مصدر تمويل هذه الخطة.
وعلى عكس رؤساء الدول الأخرى في المنطقة، خفف الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو من أهمية الأزمة رغم أن 25 شخصاً في بلده توفوا بسبب المرض وأصيب فيه 1546 شخصاً.
واتخذ حكام الولايات البرازيلية إجراءات ضد الفيروس بأنفسهم، حيث فرض حاكم ساو باولو جواو دوريا حجراً لمدة 15 يوماً مع “إغلاق تام لكافة الأعمال والخدمات غير الضرورية”، بينما أمر حاكم ريو بإغلاق الشواطئ الشهيرة في الولاية.
وأعلن مصرف التنمية البرازيلي الأحد عن خطط بضخ 55 مليار ريال (11 مليار دولار) في اقتصاد البلاد للحد من تداعيات فيروس كورونا المستجد. وستستخدم هذه الأموال لحماية مليوني وظيفة وتمويل تعليق دفع الفوائد والقروض المباشرة وغير المباشرة المستحقة على الشركات البرازيلية لمصرف التنمية خلال ستة أشهر، كما من أجل زيادة عرض الائتمان لدى الأعمال الصغيرة والمتوسطة.
ووافقت البرازيل الأحد على إغلاق الحدود البرية مع الأوروغواي لمدة 30 يوماً، بحيث لن يسمح إلا للمواطنين البرازيليين أو المقيمين، فضلاً عن الأوروغوانيين المتزوجين من برازيليين ولديهم أولاد برازيليين، من دخول أراضيها عبر هذه الحدود.
كما ستستمر عمليات شحن البضائع عبر الحدود.
صورة للرئيس البرازيلي جائير بولسونارو مرتدياً قناعاً واقياً من فيروس كورونا المستجد في ساو باولو
وقدمت نوادي كرة القدم البارزة في البرازيل ملاعبها للسلطات من أجل تحويلها إلى مستشفيات ميدانية وعيادات لمعالجة المرضى، وذلك في ظل تعليق المباريات، ومع سعي السلطات في الولايات المكتظة مثل ساو باولو وريو دي جانيرو إلى توسيع قدراتها الاستشفائية للتعامل مع الأزمة.
في المكسيك، أمرت سلطات مكسيكو بإغلاق الحانات والملاهي بعد انتقاد عدم اتخاذها لإجراءات في وقت أبكر.
وقالت رئيسة بلدية المدينة كلاوديا شينبوم إن المتاحف ودور السينما والمسارح والنوادي الرياضية والحانات والملاهي الليلة ستغلق “اعتباراً من الغد”.
وأضافت “يمكن لنا كل يوم أن نتخذ إجراءات جديدة. ويجب أن تخفض هذه الإجراءات من مستوى التواصل”، داعيةً السكان إلى البقاء في بيوتهم، والحفاظ على مسافة مع الآخرين. غير أن الإجراء لا يشمل المطاعم.
المصدر: الدار ـ أ ف ب