الرابطة المحمدية للعلماء تطلق متحف العلم والعمران الرقمي لحفظ الذاكرة المغربية
الدار/ المحجوب داسع
أطلقت الرابطة المحمدية للعلماء متحف “العلم والعمران الرقمي”. وأكدت المؤسسة الدينية أنه ساد انطباع عند أغلب الناس أن كلمة متحف تحيل في الغالب إلى التمتع الجمالي بالتحف المعروضة فيه، وإذا كان مفهوم المتحف لا يستبعد عنصر المتعة الجمالية والفنية والذوقية، فإن مقاصده تذهب أبعد من ذلك بكثير.
وأشارت الرابطة المحمدية للعلماء الى أن ” أصل فكرة المتاحف نابع من أهميتها في الإسهام في حفظ ذاكرة الأمم والشعوب، وفي توفير مادة علمية وآثارية للباحثين في التاريخ والآثار والفنون والعمران بمفهومه الشامل”.
وأضافت الرابطة :” ولا يخفى على الباحثين في العلوم التطبيقية والإنسانية الدور الحيوي لما يسمى “الحامل المادي للحضارة” باعتباره مجموع البقايا المادية الدالة على حركة الإنسان في الطبيعة من أجل إنتاج الثقافة على شكل خبرات وتقنيات تتأسس عليها حياته المادية والمعنوية”.
واستطردت المؤسسة الدينية “: فلا يعقل مثلا أن نتخيل مدينة كحاضرة فاس -حرسها الله- دون أن نستحضر مجموع العناصر الحضارية التي أنتجت فوق ترابها على مدى قرون، وحينما يعتبرها العالم تراثا إنسانيا فانطلاقا من تفرد المجموع المعماري والحضاري والفني والإنساني الذي ميزها ولازال يساهم في إلهام حاضرها واستشراف مستقبلها”.
وقالت الرابطة المحمدية للعلماء :” ليس غريبا أن يتسابق باحثون من مستوى عال على دراسة حضارة وعمران وفنون مدينة فاس، فما كتب حول القرويين وجامع الأندلس وزخرفة مساجد أخرى كمسجد أبي الحسن المريني، ومسجد باب الجيسة، والمدارس المرينية والعلوية كالبوعنانية والصهريج والشراطين، ومزارات شهيرة كضريح أبي الحسن علي ابن حرزهم وضريح سيدي أبي غالب،وزخرفة المنازل والفنادق والسقايات، وفنون الخزف والنحاس والفضة والجلد والنقش على الجبس والفسيفساء وغيرها يشهد على أن روافد التراث العمراني والفني والحضاري لمدينة فاس، والمغرب بشكل عام، متعددة و ذات غنى كبير”.
وخلصت المؤسسة الدينية الى أن الحال أن الحامل المادي للحضارة، على شكل آثار وفنون وخبرات وتقنيات يحتاج إلى عمل تفكيكي صارم، يعتمد على الجمع بين الدراسات التوثيقية والعمل الميداني الدؤوب من أجل الوصول إلى وصف تحليلي مكثف في أفق عمل تركيبي يعيد إنتاج مقومات الاجتماع الإنساني على أسس متينة ستؤدي لامحالة إلى إعادة الاعتبار لمعطيات الحضارة في مسار حياة الناس”.