غياب بيل ويذرز مغني السول الأميركي “المتمرد”
توفي بيل ويذرز مغني السول الاميركي الأسطوري صاحب أغنيات خالدة أبرزها “أينت نو صنشاين”، مزجت بين الرومانسية والمرح وحددت معالم هذا النوع من الموسيقى في سبعينات القرن الماضي، عن 81 عاما.
وتوفي الفنان الحائز جائزة غرامي عن أغنية “لين أون مي” بعد معاناته من مضاعفات مرض في القلب، بحسب عائلته التي قالت إنها “دمرت” بسبب خسارته.
وأضافت أن “بيل كان إنسانا فريدا بقلبه مدفوعا للاتصال بالعالم من خلال أغنياته وموسيقاه، تحدث بصدق مع الناس وربطهم ببعضهم البعض”. وتابعت “في هذا الوقت العصيب، نصلي من اجل أن تقدم موسيقاه الراحة والترفيه لكل محبيه”.
ورغم أن مسيرة ويذرز لم تستمر أكثر من 14 عاما إذ أصدر ألبومه الأخير في العام 1985، بقيت أغانيه التي مزجت بين البلوز وموسيقى آر ان بي، تعتبر لعقود كلاسيكية في جميع أنحاء العالم، ومن أبرزها “لوفلي داي” و”جست ذي تو أوف أس”.
ولد ويذرز في الرابع من يوليوز 1938 خلال السنوات الأخيرة من الكساد الكبير في سلاب فورك في ويست فيرجينيا ونشأ في منطقة لتعدين الفحم.
وفي طفولته، كان يعاني من مشكلة في النطق وتطوع في سنوات مراهقته في البحرية الأميركية ثم عمل ميكانيكيا للطائرات.
لم يدخل ويذرز المجال الفني حتى أصبح في منتصف الثلاثينات من العمر.
وفي العام 2015 قال المغني لصحيفة “نيويورك تايمز” إنه “لا يمكنني العزف على الغيتار أو البيانو لكنني صنعت مهنتي من خلال تلحين الأغاني على الغيتار والبيانو”.
انتقل ويذرز إلى لوس أنجليس في 1967 وأطلق في 1971 أول ألبوم له بعنوان “جست آز آي آم” وكان من إنتاج بوكر تي جونز.
واختارت “رولينغ ستون” أغنية “اينت نو صنشاين” الفردية من بين أفضل الأغاني في كل العصور.
وصفت مجلة “رولينغ ستون” ب”التحفة الفنية” ألبوم ويذرز الثاني “ستيل بيل ” الذي تضمن أغنيتي “لين أون مي” و”يوز مي”.
وكتب ويذرز أغنية “لين أون مي” وهي قصيدة شعبية استخدمت خلال تسلم بيل كلينتون وباراك أوباما مقاليد الحكم، استنادا إلى طفولته في ويست فرجينيا، وهي مستوحاة من جيران غير أنانيين يساعدون بعضهم بعضا في الأوقات الصعبة.
كان بيل مدافعا شرسا عن الحرية الإبداعية ولم يكن يحب أن يتحول إلى وجه تجاري.
وقال لمجلة “رولينغ ستون” ذات مرة “في أحد الأوقات، عينت مدير أعمال لبضعة أشهر وشعرت كأنني أحصل على حقنة بنزين (…) شعرت كأنني بيدق شطرنج. أحب أن أكون ذاتي”.
أنتج بيل ثمانية ألبومات وبدأ تقاعده الفعلي في العام 1985 بعد إطلاق ألبومه الأخير “ووتشينغ يو ووتشينغ مي”.
لكن إرثه الفني استمر في النمو مع عدد كبير من الفنانين أبرزهم ميك جاغر وأريثا فرانكلين وبول مكارتني الذين استخدموا أغانيه لنسخ في ألبوماتهم.
وقد وجد ويذرز أيضا إعجابا من فناني الهيب هوب بمن فيهم جاي زي وتوباك شاكور وبلاكستريت.
وفي 2005 قال المغني الذي بقي بعيدا عن الإعلام في السنوات الأخيرة مع تقدمه في السن، لمجلة “بيلبورد” إنه “أشعر بالإطراء الشديد لأن أغنياتي أصبحت جزءا من المشهد الأميركي”.
وعقب وفاته، وجه كثر التحية لبيل ويذرز الذي جاء وفاته وسط القلق الناتج عن تفشي فيروس كورونا المستجد.
المصدر: الدار ـ أ ف ب