الرأيالرئيسيةالمواطنسلايدر

حتى يصب تضامن المغاربة في مكانه الصحيح..

الدار/ رضا النهري:

أثبت المغاربة في هذه الأيام العصيبة أنهم فعلا يعرفون قيمة التضامن في الأيام العصيبة، وتكفلت الكثير من الأسر الموسرة، أو حتى المتوسطة والمتواضعة، بالكثير من حاجيات ومتطلبات الأسر الفقيرة والمعدمة، وبرزت أيضا قيم التآزر الأسري في أجلى صوره.

الكثيرون وجدوا أنفسهم، فجأة، فاقدين لأي مدخول يومي أو شهري يقيهم مذلة السؤال، خصوصا وأن ما حدث تم بشكل مفاجئ لم يترك للناس فرصة تدبر أمورهم أو ادخار ما يعينهم على صعوبة الظروف، لذلك كانت الصدمة مفاجئة.. وقوية.

هناك أسر كثيرة ينبغي على معيليها أن يشتغلوا يوما بيوم لكي يكسبوا قوت يومهم، وحتى لو داهمهم مرض عادي في الأيام العادية، فإن ذلك يكون مشكلة كبيرة، فما بالك بهذه الأيام العصيبة والطويلة.

لقد نجح المغاربة، رسميا وشعبيا في زرع روح التآزر بينهم، غير أن هذا التضامن لا يكدره سوى جيوش من المتسولين الذين انتهزوا هذه الفرصة لكي يكتسحوا شوارع المدن المغربية بشكل أكبر، مع أنهم يكتسحونها في كل الأيام.

اكتساح المتسولين هذه الأيام للشوارع يبدو بارزا لأسباب واضحة، فهم يريدون الضرب على وتر عواطف الناس المرهفة هذه الأيام من أجل التضامن مع المحتاجين، وأيضا فإن الظهور البارز لجيوش المتسولين ينبني على ظاهرة فراغ الشوارع المغربية من الناس، حتى أنه في شارع واحد يمكن أن تجد من المتسولين أكثر مما تجد من المارة.

التسول في المغرب كان منذ وقت طويل صناعة حقيقية تدر على أصحابها أموالا كثيرة، وهناك شبكات منظمة اعتمدت تجنيد المتسولين لمراكمة الثروات، والمغاربة يعرفون ذلك بالتأكيد، ويتداولون حكايات كثيرة عن متسولين يفوق مدخولهم اليومي أو الشهري أجرة موظف رفيع.

في هذه الأيام على الناس أن يعرفوا أين يضعون تعاطفهم، فهناك قنوات رسمية واضحة لجمع التبرعات، وهناك أيضا العلاقات الشخصية والمجتمعية والأسرية، وكلها تجعل الخير يصب في مكانه الصحيح، وليس في جيوب محترفي التسول.

زر الذهاب إلى الأعلى