هل يصبح ارتداء الكمامة عملا إجباريا يعاقب تاركه؟
دعا محمد اليوبي، مدير الأوبئة في وزارة الصحة اليوم، خلال عرضه للحصيلة الوبائية، كافة المواطنين، وخاصة منهم الذين يغادرون بيوتهم لقضاء الأغراض الضرورية، إلى ارتداء الكمامات، مشيرا إلى أن ذلك يأتي استجابة لتوصيات منظمة الصحة العالمية، التي دعت إلى تكثيف الإجراءات الوقائية، ومنها ارتداء الكمامات.
وتأتي هذه الدعوة مباشرة بعد تغير الموقف الدولي من بروتوكول ارتداء الكمامات، بعد أن غيرت منظمة الصحة العالمية توجيهاتها في هذا الإطار لتعتبر الكمامات مسألة ضرورية للحد من انتشار وتفشي فيروس كورونا. وكانت منظمة الصحة العالمية تروج منذ بداية الجائحة في دجنبر الماضي في الصين أن الكمامات لا تعتبر ضرورية، وأن استعمالها لا يفيد في شيء، وأنها يجب أن تستعمل فقط من طرف المصابين بالفيروس.
لكن تطورات الجائحة عبر العالم والمقارنة بين التجربة الصينية والكورية من جهة وتجارب الدول الأوربية على الخصوص من جهة أخرى، أظهرت أن الكمامات تلعب دورا أساسيا في الحد من الانتشار. وبينما اقتصر محمد اليوبي على توجيه دعوة في شكل نصيحة للمواطنين من أجل ارتدائها، يرتقب أن تتفاعل المصالح الإدارية من أجل تحويل هذه النصيحة من مجرد توجيه طبي يخير المواطنون بالقيام به إلى شرط من شروط الخروج من البيت لأسباب الضرورة.
ومن المتوقع أن تؤكد مصالح وزارة الداخلية في القريب على إجبارية ارتداء الكمامات من أجل الخروج، وترتيب العقوبات الزجرية على مخالفي هذا الإجراء كما هو الحال في جل البلدان الآسيوية التي استطاعت الحد من انتشار الفيروس. وترتب هذه البلدان غرامات وأحيانا عقوبات سجنية خصوصا في الصين، على الأشخاص الذين يخرجون إلى الأماكن المكتظة دون ارتداء الكمامات، باعتبار هذا العمل شروعا في إيذاء الآخرين، وقد يفضي بهم إلى الموت بسبب انتقال العدوى.
وتواجه الدول الأوربية التي روجت لتعليمات منظمة الصحة العالمية بعدم أهمية ارتداء الكمامات حرجا كبيرا أمام مواطنيها والرأي العام، كما هو الحال في فرنسا. ويتهم الإعلام الفرنسي وأحزاب المعارضة والمجتمع المدني السلطات الفرنسية بسوء تدبير أزمة تفشي فيروس كورونا، سواء فيما يتعلق بالتهوين من حجم الأخطار المحدقة، أو من حيث التحفظ على ضرورة إجبار المواطنين على استعمال الكمامات. كما أن منظمة الصحة العالمية أصبحت في وضع حرج بعد تغيير موقفها بشكل مفاجئ، وتزايدت الدعوات من مختلف بقاع العالم لإقالة مديرها العام الحالي الإثيوبي تيدروس أدهانوم غيبرييسوس.
وفي ظل تزايد أعداد الإصابات في المغرب أضحى من المستعجل اتخاذ كافة الاحتياطات اللازمة بما فيها تلك التي قد تعتبر أحيانا محط خلاف بين المنظمات والهيئات العاملة في مجال الصحة. وكان مدير الأوبئة في وزارة الصحة، قد أعلن اليوم أن المعطيات الوبائية تشير إلى وجود بؤر في العائلات، مشيرا إلى أنه من بين 7963 مخالط تم اكتشاف 230 حالة مؤكدة.
ويتزامن هذا التوجه الجديد لوزارة الصحة مع إعلان وزارة الصناعة والتجارة والاقتصاد الأخضر والرقمي عن رفع وتيرة إنتاج الكمامات لتصل إلى 5 ملايين كمامة في اليوم الواحد خلال الأسبوع المقبل. وكشفت الوزارة لمصادر إعلامية أن المغرب ينتج اليوم 3 ملايين كمامة، وأن هذا الرقم سيرتفع، ابتداء من 14 أبريل، إلى 5 ملايين كمامة في اليوم الواحد.