تحركات البوليساريو.. مناورات عسكرية أم مناورات سياسية
الدار/ سعيد المرابط
قامت جبهة البوليساريو، بمناورات عسكرية، بمنطقة تفاريتي، في الوقت الذي كان يُنظر بقلق موقف جبهة البوليساريو من مرور المشاركين برالي موناكو – دكار، في معبر الكركرات على الحدود مع موريتانيا، قبل أيام من عقد مجلس الأمن الدولي جلسة للاستماع لتقرير يقدمه مبعوث الأمم المتحدة حول تطورات العملية السلمية للنزاع الصحراوي المفتوح منذ 43 عاماً.
ويرى متتبعون أن الجبهة تصر على “استفزاز المغرب في سيادته وتحريك ميليشياتها المسلحة في المنطقة العازلة التي تخضع لاتفاق ترعاه الأمم المتحدة يقضي بوقف شامل لإطلاق النار”.
ووصف مصطفى الخلفي، الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية، في وقت سابق، تحركات البوليساريو في المناطق العازلة بـ“اليائسة” وتضعها في مواجهة مع المجتمع الدولي.
وحذر مجلس الأمن الدولي في قراره 2414 ذي الصلة بالنزاع والصادر نهاية أبريل الماضي، من أية “إجراءات تغييرية أو خطوات استفزازية بالمنطقة”، وعبر نهاية 2017 عن قلقه من “وجود العناصر العسكرية بالمنطقة العازلة الكركرات، داعياً إياها إلى الانسحاب الفوري حفاظاً على أمن واستقرار المنطقة، ولخفض التوترات الأخيرة بين المغرب والبوليساريو”.
محلل سياسي: تمرين عسكري وليس مناورات
وفي هذا الصدد، قال المحلل السياسي، كريم عايش، في حديثه لصحيفة “الدار”، أن “إجراء ميليشيا البوليساريو في ما تسميه بالمنطقة الرابعة وما أذاعته على كونه مناورات عسكرية، لكن المضحك في الموضوع هو اللغة التي تم بها إبراز هذا التمرين العسكري على كونه "مناورات" إذ أعلنت الجبهة انها دربت وحدات مشاة ووحدات دفاع جوي وهندسة ووحدات الإمداد والاسناد المختلفة، وهنا نتساءل عن أي مشاة تتحدث البوليساريو بما انها لا تملك مقومات جولة وليست جيشا مهيكلا مستقلا يعنى سيادة وطنية، لنستنتج بسرعة ان الامر يتعلق بمجموعة عصابات منظمة تحت قيادة عسكرية تؤطرها المؤسسة العسكرية الجزائرية لتضمن لها صفة الجيش”.
وأضاف عايش، أن “هذا الاستنتاج يحيلنا الى صفة التمرين باعتباره عملا استفزازيا ضدا على قرارات مجلس الامن بإيقاف اعمال البوليساريو الاستفزازية في المناطق المنزوعة السلاح و المشمولة باتفاق وقف اطلاق النار، وهو ما يحيلنا مباشرة إلى ما سبق المغرب ان نبه إليه من كون التقنيات والتداريب التي حصل عليها افراد ميليشيا البوليساريو من حزب الله على ايدي ضباط المخابرات الجزائرية ما كانت لتبقى دون تطبيق و تجريب، خاصة أساليب حرب العصابات والشوارع، طرق المرتزقة في القتال والتسلل واستخدام مضادات الطائرات والدروع والتي هي في الأصل روسية الصنع، ليبرز لنا أن تلقي المغرب للشحنة الأخيرة من دبابات ابرامز ما كانت الا لتزيد جنون المرتزقة ومعها جنرالات الجزائر لمحاولة استفزاز المغرب وارسال إشارات مغرضة للولايات المتحدة وفرنسا على الخصوص على أن توازن القوى في المنطقة يمر عبر الجزائر بأيدي البوليساريو وأن مشروع التسليح الروسي للبوليساريو مطلع السنة الماضية كان لخدمة هذه الاجندة واعداد المنطقة لأولى المواجهات العسكرية لولا حنكة المغرب الديبلوماسية وتبصره وحكمته في هذا المجال و أيضا لعلمه المسبق بخيوط المؤامرات التي تحاك في الخفاء للمغرب عبر البوليساريو”.
وأشار ذات المتحدث، إلى أن “واقع الترسانة العسكرية لمرتزقة البوليساريو أبعد ما يكون ليكون منافسا لما للمغرب من إمكانات وقدرات، كما أن اغلب منصات الصواريخ والمعدات الحربية غير صالحة، أو معطلة بسبب قلة الموارد المالية والصعوبات التي صارت تعانيها الجزائر بفعل ضعف التزويد بالعتاد بسبب الازمة”.
ويرى عايش، أن ما يخشاه المغرب هو “إنطلاق أعمال إرهابية ضد أهداف مدنية تزهق الأرواح وتسبب خسائر مادية وترفع درجة الاحتقان لخلق حرب بين المغرب والجزائر تتحول إلى حرب بالوكالة مستقبلا تشعل المنطقة ككل”.
ومن المقرر أن يعقد مجلس الأمن الدولي يوم الـ29 من يناير الجاري اجتماعاً يقدم خلاله، هوست كوهلر، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء، تقريراً حول المائدة المستديرة التي عقدت في جنيف الأسبوع الأول من دجنبر المنصرم، تمهيداً لتقديم أفكار تعيد الروح للتسوية السلمية للنزاع المجمدة منذ 2012.
ويخشى أن تكون مناورات البوليساريو، التي قادها زعيم الجبهة، إبراهيم غالي، مناورات سياسية في صورة عسكرية، من شأنها أن تعود بالملف إلى نقطة الصفر، وتنسف محطتي جنيف الماضية والقادمة.