الدار/ رضا النهري
في قلب العتمة التي فرضها فيروس “كورونا”، يولد الضوء بين الفينة والأخرى مما يولد إحساسا بوجود بعض الأمل، المولود من قلب الألم.
خلال الايام والأسابيع الماضية لم تكن هناك بالمطلق اخبار مفرحة، بل بالعكس تماماً، كان الوضع ولا يزال اخطر مما كان يتوقعه اكثر الناس تشاؤما، وانهارت معنويات الناس، في العالم كله الى مستوى الحضيض.
ففي الولايات المتحدة، التي كان بعض مسؤوليها يسخرون من فيروس “كورونا” ويعتبرونه أنفلونزا عادية لا تتطلب الكثير من الحذر، صارت الأرقام مخيفة اكثر من اللازم، وصار الوصول الى رقم المائة الف ضحية فقط إنجازا كبيرا.
وفي ايطاليا الموبوءة يموت قرابة الألف مصاب يوميا، مثلما هو الحال في اسبانيا، التي كانت مرشحة لتجاوز ايطاليا، وبالفعل حدث ذلك.
وفي ظل هذا التشاؤم الكبير لم يبق هناك بصيص ضوء، باستثناء كلام عابر هنا وهناك سرعان ما ينمحي مع هلع الأرقام القادمة من كل مكان.
لكن في قلب عذه العتمة الشاملة، ظهر مؤخراً بصيص ضوء خافت، تمثل في انخفاض مستوى الوفيات في ايطاليا وإسبانيا، وايضا في انخفاض اعداد المصابين بالفيروس.
ورغم ان هذا الانخفاض لا يبدو كبيرا، الا ان العالم يحبس أنفاسه لمجرد ان أرقام الوفيات لا ترتفع كثيرا بين يوم وآخر، ففي حالة الغرق الشامل، فإن الامل يبقى اذا ما غرق الجسد الى العنق فقط.
حاليا، وفي الوقت الذي يسود فيه حديث عن امكانية انتقال الفيروس عن طريق الهواء، وفي الوقت الذي يستفحل الداء في كل مكان، فإن الأمل يكبر عبر الحديث عن إمكانية الوصول الى لقاح فعال قريبا، وايضا امكانية رفع الحجر الصحي عن أمكنة كثيرة في العالم متم ابريل الحالي، او نهاية مايو المقبل.
إنه مجرد أمل، لكنه يمثل الكثير للبشرية التي تنام وتصحو على أعصابها.