الدار/ رضا النهري:
يقال إنه خلال النصف الثاني من القرن السابع عشر، وبالضبط سنة 1665، ضرب طاعون خطير إنجلترا، فهرب الكثير من سكان لندن إلى البوادي، من بينهم باحث شاب اسمه إسحاق نيوتن، الذي لجأ إلى حقل مليء بأشجار الفواكه وهناك بقي فترة من الوقت لمواصلة أبحاثه بعيدا عن الخوف.
ومرة كان نيوتن يستلقي تحت شجرة تفاح في الحقل، فوقع ما يعرفه الجميع، ، أي أن تفاحة سقطت على رأسه، فكان ذلك بداية قانون الجاذبية، الذي غير طبيعة كثير من العلوم، وكان أساس اكتشاف عدد كبير من النظريات العلمية في وقت لاحق.
حاليا كلنا أصبحنا إسحاق نيوتن في عزلتنا الإجبارية، ومن سوء حظنا أننا لم ننعزل في حقل فواكه، مما يعني أنه لن تسقط تفاحة على رؤوسنا يوما، لكن بالتأكيد هناك تفاح رمزي كثير، سيسقط على رؤوسنا، هناك من سينتبه إليه، وهناك من لا يلقي لذلك بالا.
ولكي نكون أكثر انتباها لهذا التفاح الرمزي، يجب ان ننظم وقتنا قدر ما نستطيع، فمن يحب القراءة عليه ان يضع أمامه حزمة من الكتب، وإن قرأ كتابا او كتابين خلال الحجر فذلك ربح كبير، ومن يحب الكتابة سيخرج بالتأكيد بكتاب او مذكرات مشوقة، ومن يحب الزراعة ليقم بذلك في السطح مع الحقب والأصص، ومن يحب الرسم فلا يتردد في ذلك، وستظل رسوماته خالدة في التاريخ، تاريخه الشخصي على الأقل، ومن يحب الطهي فهذه فرصة لا تعوض لحذق المهارات واكتشاف أطباق جديدة، وكل من له هوايات او ميول ما فهذه فرصة لكي نصبح كلنا إسحاق نيوتن.
من الأكيد أن العالم بعد كورونا سيكون مختلفا جداً، وطباعنا أيضاً ستكون مختلفة، لذلك علينا ان نتدرب لكي نجعلها طابعا حميدة، فالطباع التي تولد من فراغ لا تلد غير العدم، فلنجعل منها طباعا ممتلئة بالعمل والتفاؤل والابتكار والأفكار الجميلة.