الكشف عن موقع تطوير “أسلحة نووية” غير معلن في إيران
كشف فريق من الخبراء الأمريكيين من “معهد العلوم والأمن الدولي”، عن موقع سري لتطوير الأسلحة النووية في إيران.
ودعا المعهد طهران في تقرير نشره يوم الاربعاء الماضي، إلى الاعتراف بالموقع الذي لم تكشف عنه من قبل للمفتشين الدوليين.
وذكر تقرير “معهد العلوم والأمن الدولي” الذي تأسس عام 1993 بقيادة المفتش النووي السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية ديفيد أولبرايت، إنه بناءً على الوثائق الموجودة في الأرشيف النووي الإيراني الذي استولى عليه الاحتلال الاسرائيلي في أوائل عام 2018، أنشأت إيران بناء على خطة “أماد” ورشة “شهيد محلاتي” بالقرب من طهران للبحث وتطوير تخصيب اليورانيوم المتعلق بصنع أسلحة نووية”.
وتشير خطة “أماد” إلى خارطة طريق إيران لتطوير سلاح نووي في هذه المنشأة التي هي بمثابة محطة تجريبية تهدف إلى تطوير وتصنيع مكونات اليورانيوم للأسلحة النووية.
وكان من المفترض أن يكون الموقع مؤقتًا حتى اكتمال منشأة “شهيد بروجردي” في موقع “بارتشين” العسكري الهام الذي يقع في قرية وسط مقاطعة باكدشت، على بعد 20 كيلومترًا جنوب شرق العاصمة طهران.
ويعود تأسيس موقع “بارتشين” إلى نوفمبر 2011 عندما أفادت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، أن لديها معلومات “موثوقة” أن الموقع تم استخدامه في اختبار تفجير داخلي، حيث سعت الوكالة للوصول إلى بارتشين، وهو ما رفضته طهران.
ويعتقد “معهد العلوم والأمن الدولي” أن المبنى الرئيسي لورشة “شهيد محلاتي” لليورانيوم، يبدو أنه تم تدميره وتركه بين أواخر عام 2010 وأوائل عام 2011، بعد اكتشاف منشأة نووية إيرانية أخرى في “فوردو” بالقرب من مدينة قم المجاورة.
وأصر أولبرايت في التقرير على أن “إيران يجب أن تعلن هذا الموقع للوكالة الدولية للطاقة الذرية، وأن تسمح بتفتيشه لأن المنشأة صممت وبنيت للتعامل مع المواد النووية الخاضعة للضمانات بموجب اتفاقية الضمانات الشاملة الإيرانية”.
وأضاف أن “الوكالة الدولية للطاقة الذرية يجب أن تتحقق من كافة المواقع والمرافق والوثائق والمعدات والمواد المستخدمة في أنشطة خطة “أماد”.
وقال أولبرايت لصحيفة “واشنطن فري بيكون”، إن الموقع لم يتم الكشف عنه علنا في وقت سابق، ومن المرجح أن الدول الغربية لم تكن تعلم به قبل استيلاء إسرائيل على الوثائق النووية.
وأكد أولبرايت “ربما بكون هذا الموقع على وشك صنع نوى من اليورانيوم تصلح لصنع أسلحة نووية وإن لم يكن هناك دليل على أن إيران لديها أي يورانيوم يصلح للاستخدام في صنع الأسلحة حتى الآن”.
وتابع “لكن الموقع يسلط الضوء بشكل ملموس على أن إيران كانت تؤسس لصناعة إنتاج الأسلحة النووية وليس مجرد برنامج تطوير، وليس هناك دليل على أنها قامت بتدميرها”.
و استشهدت “واشنطن فري بيكون ” بخبيرة عدم الانتشار والباحثة في مؤسسة ” الدفاع عن الديمقراطيات”، أندريا ستريكر، التي قالت إن اكتشاف هذا الموقع الجديد “يظهر مدى كذب طهران على المفتشين الدوليين بشأن ماضيها وربما برنامجها المتواصل لصنع أسلحة نووية”.
وأضافت ستريكر “إن طهران اليوم أقرب إلى سلاح نووي مما كان يعتقد في السابق”، مضيفة أن “الوكالة الدولية للطاقة الذرية بحاجة إلى إجراء تحقيق كامل في إيران لضمان أن برنامجها النووي سلمي تماما”.
المصدر: الدار ـ وكالات