حتى لا ينكشف تورطها بنقل العدوى إلى العالم.. الصين تشدد رقابتها على أبحاث علمية حول فيروس كورونا
بموجب سياسة جديدة، باتت جميع الأبحاث الأكاديمية حول فيروس كورونا في الصين تخضع لفحص إضافي قبل تقديمها للنشر، بحسب شبكة الـ”سي إن إن” الأمريكية.
وفرضت الصين قيودًا على نشر الأبحاث الأكاديمية المتعلقة بفيروس كورونا، وفقًا لتوجيهات الحكومة المركزية الخاضعة لأوامر الحزب الشيوعي الحاكم.
ويبدو أن الرقابة على الأبحاث هو أحدث قرار للحكومة الصينية بغية السيطرة على رواية أصول جائحة فيروس كورونا، التي أودت بحياة أكثر من 100 ألف شخص في العالم حتى الآن.
وأثارت بعض نتائج أبحاث منشورة منذ أواخر يناير مثل انتقال الفيروس من إنسان لآخر ، تساؤلات حول الرواية الرسمية للحكومة وخلقت جدلا على وسائل التواصل الاجتماعي الصينية.
تعليقا على الخطوة التي أقدمت عليها الحكومة، قال باحث صيني رفض الكشف عن هويته لـ”سي إن إن ” إنها تطور مقلق ومن المحتمل أن تعيق البحث العلمي .
ولم تكتف الصين بهذا الإجراء، إذ صدر قرار عن قسم العلوم والتكنولوجيا بوزارة التربية والتعليم، يفيد بأن الأبحاث الأكاديمية ينبغي أن تمر عبر مسار محدد للموافقة عليها.
وكشفت الشبكة أن المسار يبدأ باللجان الأكاديمية في الجامعات، ثم يُطلب منهم إرسال الأبحاث إلى وزارة التربية والتعليم ومن ثم إلى فرقة عمل تابعة لمجلس الدولة لفحصها، قبل تقديمها للنشر.
كما أن فحص الأبحاث الأكاديمية حول “فيروس كورونا” يكون بناءً على شروط مثل القيمة الأكاديمية للدراسة وما إذا كان توقيت النشر مناسبا.
القرار حسب الشبكة الأمريكية يستند الى تعليمات صدرت خلال اجتماع 25 مارس الذي عقدته قوة العمل في مجلس الدولة للوقاية والسيطرة على “فيروس كورونا”.
كما نشرت جامعة الصين لعلوم الأرض في ووهان إشعارًا مشابهًا حول الفحص الإضافي على أبحاث “فيروس كورونا” على موقعها على الإنترنت.
وأوضح باحث صيني لـ”سي إن إن” أن الإشعار صدر قبل بضعة أيام ، مضيفًا أن أبحاث “فيروس كورونا” فقط هي التي تخضع للفحوصات الإضافية.
ومنذ اجتياح الفيروس العالم، تحاول الصين التملص من مسؤوليتها بعد تأخرها في إخطار المنظمة العالمية للصحة وتقديم معلومات مغلوطة.
وفي أواخر ديسمبر، أعلنت ووهان عن أول حالات الإصابة بالفيروس، التي ربطتها السلطات بسوق المأكولات البحرية في المدينة.
وقال العلماء فى الصين والغرب ان الفيروس إنه من المحتمل أن يكون قد نشأ في الخفافيش وانتقل الى البشر من مضيف وسيط، تماما مثلما حدث مع وباء السارس.
ومع ذلك، يبدو أن فئة من رواد وسائل التواصل الاجتماعي الصينية وحتى حكومة البلاد أطلقت حملة منسقة للتشكيك في أصل الفيروس.
وقد شدد المسؤولون الصينيون ووسائل الإعلام الحكومية مرارًا وتكرارًا على أنه لا يوجد استنتاج دقيق حول مصدر الفيروس.
ونقلت “سي إن إن “، عن أحد مصادرها، أنه ليس من المستغرب أن تسعى الحكومة للسيطرة على البحوث العلمية ذات الصلة حتى لا تتحدى النتائج روايتها الخاصة حول أصل الفيروس .
المصدر: الدار ـ وكالات