صندوق النقد الدولي: جائحة كورونا تشكل تهديدا خطيرا للاستقرار المالي الدولي
الدار / رشيد محمودي
يرى صندوق النقد الدولي، أن جائحة كوفيد-19 تشكل تهديدا خطيرا للاستقرار المالي، حيث لا تزال الظروف المالية العالمية أكثر تشددا بكثير مقارنة ببداية العام.
وأكد صندوق النقد الدولي في تقرير الاستقرار المالي العالمي الصادر أمس الثلاثاء، أنه منذ اندلاع كوفيد-19، تشددت الظروف المالية بسرعة غير مسبوقة وكشفت عن بعض الصدوع في الأسواق المالية العالمية، موضحا أنه ارتفعت تقلبات السوق، وارتفاع تكاليف الاقتراض، وظهور علامات الإجهاد في أسواق التمويل الرئيسية.
وجاء في التقرير ذاته أن هذه التطورات زادت من خطر أن يؤدي عدم قدرة المقترضين على خدمة ديونهم إلى الضغط على البنوك وتجميد أسواق الائتمان”، مضيفا أن أزمة الجائحة تمثل “تهديدا خطيرا للغاية” لاستقرار النظام المالي العالمي.
وحذر التقرير من أزمة الجائحة مشيرا إلى أن العالم شهد فترة طويلة من الاضطراب في الأسواق المالية يمكن أن تؤدي إلى ضائقة بين المؤسسات المالية، الأمر الذي قد يؤدي بدوره إلى أزمة ائتمان للمقترضين غير الماليين، مما يزيد من تفاقم الانكماش الاقتصادي”. وبينما خففت البنوك المركزية الرئيسية بشكل كبير السياسة النقدية وقدمت سيولة إضافية للنظام المالي، مما ساعد على استقرار معنويات المستثمرين في الأسابيع الأخيرة، لا تزال الظروف المالية العالمية أكثر تشددا مقارنة ببداية العام، وفقا للتقرير.
وقال توبياس أدريان، المستشار المالي ومدير إدارة أسواق النقد ورأس المال في صندوق النقد الدولي، في مؤتمر صحفي يوم الثلاثاء “ستظل البنوك المركزية حاسمة في الحفاظ على استقرار الأسواق المالية العالمية والحفاظ على تدفق الائتمان إلى الاقتصاد”.
وأضاف “لكن هذه الأزمة لا تتعلق ببساطة بالسيولة. إنها تتعلق بالدرجة الأولى بالملاءة المالية، في وقت توقفت فيه قطاعات كبيرة من الاقتصاد العالمي بشكل كامل. ونتيجة لذلك، تلعب السياسة المالية دورا حيويا”.
وجاء التقرير بعد أن قال صندوق النقد الدولي امس الثلاثاء في تقريره بشأن الآفاق الاقتصادية العالمية إن الاقتصاد العالمي في طريقه للانكماش “بشكل حاد” بنسبة 3 بالمائة في عام 2020 نتيجة لجائحة كوفيد-19، وهو “أسوأ ركود” منذ أزمة الكساد الكبير في الثلاثينات.