معهد “الكانو”: “كورونا” ستكبد المغرب خسائر فادحة في السياحة والتحويلات والطيران الجوي والمبادلات التجارية
الدار / خاص
أكد تقرير جديد للمعهد الملكي الإسباني للدراسات الدولية والاستراتيجية (الكانو)، أن المغرب يعتبر أكثر بلدان القارة الافريقية تضررا على المستوى الاقتصادي من فيروس “كورونا” المستجد، وهو الشيء الذي ستكون له انعكاسات سلبية على الناتج المحلي الإجمالي، وعلى نسبة النمو، وعلى المواطنين، خاصة العاملين والمرتبطين بالسياحة والتحويلات والطيران الجوي المدني والمبادلات التجارية، يقول المعهد.
وأشار التقرير الى أنه مع ذلك، لن تكون لفيروس كورونا على الاقتصاد المغربي حدة التأثير نفسها مقارنة باقتصادات منافسة قوية مثل جنوب إفريقيا ونيجيريا والجزائر، غير أنه كشف أن القطاعات الاقتصادية الرئيسة التي ستتأثر بالفيروس في المملكة، هي قطاعات السياحة التي كانت تعول عليها المملكة لإحداث قفزة اقتصادية نوعية، والتحويلات التي ستتقلص، ما يعني نقص العملة الصعبة، وتراجع الطيران الجوي، حيث إن «الخطوط الملكية الجوية»، التي تعتبر إحدى أكبر شركات الطيران في إفريقيا، شلت حركاتها، ما يعني نقصا آخر في الموارد المالية.
التقرير الصادر الثلاثاء المنصرم، تحت عنوان: «مفاتيح التأثير الاقتصادي لفيروس كورونا كوفيد-19 في إفريقيا»، يؤكد التقرير أن الدول الإفريقية ستعاني، على الأقل في السنوات الثلاث المقبلة، جراء تعطل أربع قنوات كانت تعتبر قبل شهر مارس من الروافد الكبرى لخزينة الدول الإفريقية القوية والصغيرة على حد سواء، وهي: البترول والسياحة والتحويلات والمبادلات التجارية.
وأشار تقرير معهد “الكانو” الى أن المغرب يتموقع في خانة الدول التي ستواجه تعطل قناتين رئيستين؛ السياحة والتحويلات؛ فيما ستعاني بلدان مثل الجزائر ونيجيريا وجنوب إفريقيا وأنغولا والكونغو بسبب تعطل قنوات السياحة والتحويلات، خاصة البترول الذي يهيمن على مداخيل بعض هذه الدول، مبرزا أن المغرب يراهن دوما على التحويلات الآتية من الخارج”، اذ يحتل المرتبة الحادية عشرة إفريقيا من حيث إسهام التحويلات في الناتج المحلي الإجمالي، بنسبة 5.8 في المائة.
وسجل ذات التقرير أن «النمو القوي لقطاع السياحة في إفريقيا إلى حدود 2020 يرجع بالأساس إلى تعافي قطاع السياحة التونسي، وإلى النمو المستمر للمغرب الذي يعتبر منصبة رئيسة جذابة في شمال إفريقيا»، كما ساهم نمو السياحة الإفريقية، قبل فيروس كورونا، في تزايد السياح الذين يزورون إفريقيا جنوب الصحراء، لاسيما بعض الدول الجزر مثل الرأس الأخضر وجزر موريس. لكن التقرير يرى أن فيروس كورونا بعثر كل المخططات السياحية للبلدان الإفريقية، حيث إنها تواجه هذه السنة «ركودا غير مسبوق».
وأوضح ذات التقرير أن المغرب يوجد على قائمة الدول الإفريقية الأكثر استقطابا للسياح، إذ إنه استقطب 18.3 في المائة من سياح القارة سنة 2019، متبوعا بجنوب إفريقيا بـ15.6 في المائة، وتونس بـ12.4 في المائة، وزمبابوي بـ3.9 في المائة، ساحل العاج بـ3 في المائة، وأوغندا بـ2.7 في المائة، وكينيا 2.2 في المائة، وجزر موريس بـ2.1 في المائة، فيما استقطبت بقية الدول الأخرى 39.8 في المائة من الزوار.
كما تحدث التقرير عن الخسائر التي يتكبدها المغرب في مجال تعليق الطيران الجوي المدني، اذ يتوقع أن تتكبد الخطوط الجوية المغربية خسائر فادحة الى جانب الدول التي تمتلك شركات الطيران القوية في القارة، كما هو حال إثيوبيا، متبوعة بالمغرب، ومصر، وكينيا، وتونس”.