الدار/ رضا النهري:
كما يحدث عادة في الحروب، حيث يغتني البعض من خلال استغلال الظروف الكارثية للبشر، وهم الذين يسمون أغنياء الحرب، فهذا بالضبط ما يحدث هذه الأيام، حيث وجدها البعض فرصة سانحة لكسب ثروة بئيسة من خلال المتاجرة بآلام ومخاوف الناس، وهذا ما حدث في المغرب وفي بلدان أخرى.
وتتبع المغاربة منذ بضعة ايام محاولة حفنة من المنتفعين استغلال هذه الظرفية الحرجة من أجل ترويج كمامات خطيرة، والمثير ان هذا الكمامات كانت موجهة. إلى الأطقم الطبية، اي ان خطرها أكثير بكثير من الكمامات العادية، وسعرها أيضاً مرتفع بالمقارنة مع الكمامات الأخرى.
ما حدث مع الكمامات الطبية حدث أيضاً في مجال ترويج الكمامات العادية، حيث أوقفت السلطات محاولة إغراق السوق بعدد كبير من الكمامات الرديئة المصنوعة من من ألياف الأكياس الخاصة بالتسوق، والمثير انه يتم اضافة ملونات اليها، مما يجعل خطرها يتجاوز بكثير خطر الفيروس.
وشهدت مختلف بلدان العالم عمليات احتيال واسعة، واحيانا تجري هذه العمليات على مستوى عال، مثلما حدث مؤخراً في اسبانيا، والتي اضطرت الى الغاء استعمال ملايين الكمامات الطبية التي سبق توزيعها على الأطقم الطبية، بعد اكتشاف انها لا تستوفي مقاييس السلامة المعمول بها.
وفي ايطاليا استوردت الصين عددا كبيرا من اجهزة التنفس الصناعي، ليتم اكتشاف ان المقاولة المصدرة قامت بعملية احتيال كبيرة، بحيث لم تكن الأجهزة تفي بأقل الشروط الطبية، وتم الاستغناء عنها ومقاضاة الشركة المصدرة.
الاحتيال وصل الى شركات ومؤسسات خاصة، مثل عدد من المدارس الخصوصية التي استغنت عن عدد كبير من الأطر، ولم تعد تؤدي فواتير الماء والكهرباء او البنزين، بينما ظلت تستخلص الواجبات الشهرية من عدد كبير من الأسر، التي يوجد أبناؤها في منازلهم.
وهناك المئات من حالات النصب والاحتيال التي يقوم بها أغنياء الحرب الجدد، غير انه، لحسن الحظ، فإن أمثلة التضامن والتآزر والتضحية هي الغالبة، حيث ان أغنياء الحرب لا يشكلون سوى أقلية ضئيلة، ومع ذلك فأنهم يتسببون في أضرار كبيرة.