الرأيسلايدر

شهر آخر لتجنب الأسوأ..

الدار/ رضا النهري:

لا ينبغي لأحد أن يستاء من قرار التمديد في مرحلة الحجر الصحي بسبب فيروس “كورونا”، لأن هذا التمديد لم يكن ضروريا فقط، بل هو مصيري، وأي تهاون فيه سيجعلنا وكأننا كنا نصب الماء في الرمل، لذلك يجب أن نتسلح بمزيد من الصبر من أجل تجاوز حجر آخر، وربما لن يكون الأخير.

لكن ماذا سيفعل أولئك المحرومين من مدخولهم اليومي او الشهري، إنهم من يحسون اكثر بأن هذا التمديد هو سيف معلق على رؤوسهم، وأن الصبر على أربعة أسابيع أخرى لن يكون سهلا، واحيانا يكون كارثيا بالنسبة للكثير من الأسر.

من أجل كل هذا نكرر بأنه لا يجب أبدا التهاون في مسألة التعاضد والتآزر، سواء على المستوى الرسمي أو الشعبي، وإذ كان الشهر الأول من الحجر قد مر بسلام بفعل تفهم الناس، أو أغلبيتهم على الأقل، وبفعل التضامن الواسع بين مختلف شرائح المجتمع، فمن الأكيد أن شهرا آخر يمكن ان يمر بسلام لو استمر هذا التضامن بين أطياف المجتمع المغربي.

الخبراء يقولون ان هذا الفيروس ربما لن يرحل قبل الصيف، وفي أحسن الأحوال نهاية يونيو المقبل، وهذا يعني ان المغاربة، بل وكل البشرية، يجب أن يتحملوا شهرين إضافيين، وربما سيحدث هناك انفراج واسع بداية او منتصف مايو المقبل، لكن رفع الحجر بشكل نهائي سيتطلب المزيد من الوقت.

الناس الذين يستعجلون رفع الحجر الصحي بشكل كامل وسريع لا يدركون بالمرة خطورة هذا الوباء، وهم لا يدركون، أيضاً، ان الوباء لم يصل بعد الى ذروته في الكثير من مناطق العالم، والذروة هي ان يصل متسلق إلى رأس جبل، وبعدها يبدأ في النزول، وحاليا فإن الفيروس لم يصل بعد الى قمة الجبل.

عموما، فإن الحجر الصحي ليس اختيارا، بل هو واقع يجب الانصياع له في كل الأحوال، وما سوى ذلك فإن خيارنا البديل هو التهلكة. هذا ما يجب ان يدركه الناس.

زر الذهاب إلى الأعلى