الرأيسلايدر

تمديد الطوارئ الصحية: الصبر.. او التهلكة

الدار/ رضا النهري:

تمديد فترة الحجر الصحي في المغرب لشهر إضافي، إي إلى حدود عيد الفطر المقبل، قد يكون أكثر أهمية وإلحاحا من فترة الحجر الأولى المنقضية، نظرا لارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا، بالإضافة الى ظهور بؤر إصابة عائلية، وايضا، ظهور إصابات في المعامل والمجمعات التجارية، كما ان الإصابات أضحت كلها محلية، وهذا ما أصبح يتطلب تمديدا ضروريا لحالة الطوارئ الصحية.

ربما يقول البعض ان التمديد لشهر كامل كان غير منتظر، وانه كان من الأنسب التمديد لأسبوعين على الاكثر، لكن الحقيقة ان التمديد لشهر افضل بكثير من التمديد لأسبوعين ثم بعده يتم التمديد لأسبوعين او ثلاثة، مما سيخلق الارتباك والنقمة في صفوف الناس. الذين يدرك اغلبهم خطر هذا الوباء الذي لا يمكن التساهل معه.

المغاربة يدركون الآن بشكل واضح انه امام ارتفاع عدد الإصابات والوفيات لم يعد هناك من خيار آخر غير المزيد من الصبر، وأيضاً، المزيد من الصرامة لأن الاستهانة بالحجر الصحي لا يعني سوى اننا سنسير قدما نحو التهلكة.

لكن، لا يجب ان نغفل وجود شريحة كبيرة من الناس الذين يعانون بشدة من تبعات الحجر الصحي على المستوى المادي، وهؤلاء هم من يستحقون العناية أكثر، ومن أفضل ما جرى ان المغرب عرف حملة تضامن واسعة على المستوى الرسمي والشعبي، لذلك فإن أي تراخ في حملة التضامن ستكون نتائجه كارثية على عدد كبير من العائلات الفقيرة، بل ان الكثير من الأسر المتوسطة تعاني مما يجري، لذلك فإن مفتاح نجاح الحجر الصحي هو الاستمرار بقوة في حملة التضامن.

أثرياء البلاد تقع على عاتقهم مسؤؤولية أكبر، وكثيرون قدموا الدليل على مدى انخراطهم في حملة التضامن، لكن ذلك لا يكفي إذا ما تراجعت وتيرة التبرعات والمساعدات، لأننا قي مرحلة مصيرية تتطلب الكثير من التضحية.

زر الذهاب إلى الأعلى