الرأيسلايدر

لا مهرب لوسائل الإعلام من “كورونا..

الدار/ رضا النهري:

عبثا.. تحاول بعض وسائل الإعلام تنويع أخبارها والهرب من أخبار فيروس “كورونا”، لكنها تفشل في ذلك فشلا ذريعا، وحين تبدو أنها نجحت، فإنها لا تفعل سوى ممارسة استراحة محارب لكي تعود مجددا للحديث عن الفيروس وأخباره، فلا مهرب منه إلا إليه.

وحتى في الأحداث العظيمة التي شهدتها البشرية في القرن الأخير، لم تكن وسائل الإعلام مجبرة على التطرق لموضوع واحد مثلما تفعل اليوم. ففي الطاعون الكبير لسنة 1920، كانت هناك الكثير من المناطق في العالم التي لم تتأذ منه، وبالتالي لم تكن وسائل إعلام البلدان الناجية معنية بالموضوع إلا كشأن خارجي.

وفي الحرب العالميتين الأولى والثانية نجت الكثير من البلدان من لظى الخرب، بل وكانت تعيش في ازدهار نسبي إبان الحربين، ولم تكن صحافتها ووسائل إعلامها تتحدث عن الحرب إلا كحدث بعيد لا يكاد يعنيها في شيء.

اليوم، لا تكاد توجد قرية قصية على الكوكب لم تتأثر بالفيروس، أو على الأقل أخباره، وحتى المناطق المعزولة جداً في قلب الأمازون أو أدغال إفريقيا التي لا تأبه بأخبار العالم وصلتها أخبار الفيروس، وصار سكانها الموجودين على هامش البشرية يتصرفون وكأنهم سكان مدريد أو نيويورك.

في الصحف وفي التلفزيون والإذاعات ومواقع التواصل الاجتماعي لا شيء غير الفيروس. فأخبار الكرة صارت مرتبطة بالفيروس، والأفلام تتطرق لمواضيع الأوبئة والكوارث البشرية ونهاية العالم، وأخبار الثقافة تكاد تكون انعدمت، وحتى الاخبار المتعلقة بالنفط والحروب الإقليمية والهجرة السرية ومخيمات اللاجئين وأرقام البورصة وتوالد حيوان الباندا كلها مرتبطة بالفيروس.

ويبدو ان هذا الوضع سيستمر لزمن أطول، ما دامت منظمة الصحة العالمية تقول إن مقام كورونا بيننا لن يكون قصير الأمد، وأنه على البشرية أن تتعايش معه وتحتاط منه، إلا في حالة واحدة تشبه المعجزة، وهو إيجاد لقاح له في أقرب الأوقات.

زر الذهاب إلى الأعلى