مدراء المؤسسات التعليمية يهدّدون أمزازي بطلبات “الإعفاء الجماعي”
الدار/ هيام بحراوي
هدد مدراء المؤسسات التعليمية العمومية المغربية، في سابقة من نوعها، بتقديم طلبات الإعفاء الجماعي من مهام الإدارة التربوية، بجميع أسلاكها،مع خوض اعتصامات إقليمية وجهوية، واعتصام وطني مصحوب بالمبيت أمام وزارة التربية الوطنية ومسيرة صوب البرلمان، في حال لم تستجب الوزارة لعقد حوار عاجل معهم.
ويأتي هذا التصعيد من طرف المدراء التربويين، بسبب " التدبير الفوقي " الذي يقولون " أثبت فشله في تدبير المنظومة التربوية، وسط التوظيف الانتقائي للنظام الأساسي للوظيفة العمومية وغياب شروط العمل وتغييب البعد التشاركي والانتكاسة التدبيرية خلافا للتوجيهات".
وأعلنوا، في بيانهم المشترك الذي جمع التنسيق الثلاثي للإدارة التربوية، المتكون من الجمعية الوطنية لمدراء مؤسسات التعليم الابتدائي والجمعية الوطنية لمديري لثانويات العمومية بالمغرب وجمعية النظار والحراس العامي بالمغرب، أنهم قرروا "الانسحاب الفوري من كل المجموعات التي تحدثها المديريات الإقليمية والأكاديميات الجهوية وأقسامهما ومصالحهما على الوسائط التواصلية من واتساب وفايسبوك وبريد الكتروني وغيره".
وقد جاءت هذه العاصفة من الاحتجاج، لتنضاف لباقي الاحتجاجات التي تخوضوها العديد من الفئات بوزارة التربية الوطنية، التي تعرف هذه السنة، احتقانا كبيرا، أرجعه،عبد الرزاق الإدريسي،الكاتب العام الوطني للجامعة الوطنية للتعليم، التوجه الديمقراطي،fne،إلى المشاكل الكثيرة التي تعاني منها الإدارة التربوية، منذ سنوات، وعدم رغبة الوزارة الوصية على القطاع فتح نقاش عاجل بخصوصها، مشيرا بأن ملف المدراء التربويين بالمؤسسات التعليمية هو من بين الملفات التي يدافعون عنها كنقابات تعليمية.
وأكد المتحدث، في تصريح لموقع "الدار" ، أن هذا الاحتجاج جاء في سياق تنزيل مرسوم يخول لخريجي مسلك الإدارة الجدد الالتحاق في إطار متصرف تربوي، ويتغاضى عن السابقين الذين عينوا قبل صدور المرسوم . فضلا عن الضغوطات الذي يواجهها المدراء، بسبب النقص الحاد في الموارد البشرية بالمؤسسات العمومية، بحيث" تجد مديرا واحدا مسؤولا عن مؤسسة تضم 1200 تلميذ، ولا يتوفر على كاتبة ولا على حارس".
واعتبر الإدريسي، أن هذه الخطوات الاحتجاجية، ستعمق الشرخ بين أطر الإدارة التربوية والوزارة الوصية على القطاع ، التي طالبها بفتح باب الحوار معهم باعتبار الدور المهم المنوط بهم.
وأوضح، أن أطر الإدارة التربوية خاضوا جميع الأشكال الاحتجاجية، من إضرابات ووقفات احتجاجية ومسيرات، كما قاطعوا مراسلات المديريات والأكاديميات، لكن دون جدوى مفسرا إهمال مطالبهم، بـ"الخطة المدروسة للقضاء على مجانية التعليم وخوصصة القطاع".
يشار أن مدراء المؤسسات التعليمية يطالبون بنظام أساسي يلبي طموح الموظفين، واحتياجات منظومة التربية والتكوين، التي تعاني "الفوضى" في تدبير وضعيات الموارد البشرية.