الصين تستغلّ أزمة ”كورونا“ لضرب موقع أمريكا كقوى عظمى في العالم
تسعى الصين إلى فرض أجندتها السياسيّة الخارجيّة، كما أنها تسعى إلى تعزيز سيطرتها
منذ تفشي فيروس “كورونا” في العالم، تسعى الصين لتعزيز موقعها في جميع أنحاء العالم، وتحاول ضرب موقع الولايات المتحدة الأمريكية كقوّة عظمى.
وتسعى الصين دائماً إلى فرض أجندتها السياسيّة الخارجيّة، كما أنها تسعى إلى تعزيز سيطرتها، وقد تمثل ذلك في فرض سيادتها على بحر الصين الجنوبي، وتأكيد سيطرتها في هونغ كونغ من خلال قمع المتظاهرين من العام الماضي، وتخويف تايوان بتدابير عسكرية متزايدة.
وتستخدم الصين ثروتها لتكريس نفوذها، إذ تعهّدت بتقديم عشرات الملايين من الدولارات لصالح منظمة الصحة العالمية، بعدما أعلنت حكومة الولايات المتحدة أنها ستجمّد تمويلها الخاصة للمنظمة. وتقدّم الصين إعفاءات من القروض للبلدان الأفريقية، مقابل قيامها بوضع أصول وطنية مثل مناجم النحاس كضمانة لها، وفقاً لشبكة “vox”.
وأشار بوني غلاسر، مدير مشروع الطاقة الصيني، وهو مركز أبحاث في واشنطن، إلى أنه “عندما ترى الصين الفرص، تتحرك لاستغلالها”.
وتستخدم الصين ديون الدول المتعثرة للحصول على الأصول في هذه البلدان، فهي أكبر دائن في القارة. وتقول بيانات من جامعة جونز هوبكنز إن “الحكومة والبنوك والشركات الصينية أقرضت أفريقيا نحو 143 مليار دولار فيما بين عامي 2000 و2017 معظمها لمشروعات بنية تحتية ضخمة، ويفوق حالياً حجم القروض التي تقدمها الصين ما يقدمه البنك الدولي في أفريقيا”.
ومع استمرار نمو الديون، تفكر بعض الحكومات في تكل الدول في تسليم الأصول الوطنيّة إلى الصين مقابل الإعفاءات، وهذا الأمر كان مطروحاً في زامبيا، التي كانت تدرس تسليم ثالث منجم نحاس لديها إلى الصين.
ومع فيروس “كورونا”، فإنّ الصين تحاول شدّ العصب باتجاهها، وهي تسعى أيضاً إلى تكريس نفسها على أنها قوّة مُطلقة، وتسعى إلى تشويه صورة الولايات المتحدة. وفي ما خصّ تمويل منظمة الصحة العالميّة، فإنّ دخولها على خطّ المساهمة فيها بعدما امتنعت الولايات المتحدة عن ذلك، ليس دليل على حسن نيّة، بل هو مؤشر على أنها تريدُ أن تقول عن نفسها أنها البديل الأوّل في العالم.
المصدر: الدار ـ وكالات