الدار/ طنجة
في الوقت الذي توقفت كل الدوريات العالمية بسبب تفشي فيروس “كورونا”، فإن عددا من البلدان سارعت مبكرا إلى اتخاذ قرارات حاسمة بشأن المنافسات الكروية، مثل فرنسا، التي أعلنت مؤخراً فوز الفريق المتصدر، باريس سان جرمان، بلقب الدوري، وصعود الفريقين المتصدرين من الدرجة الثانية.
وتسير أغلب البلدان الأوربية في اتجاه وقف الدوري، فيما لا تزال بلدان أخرى، مثل إسبانيا وإيطاليا وألمانيا تأمل في استئناف الدوريات في حال تحسن الوضع الصحي، وفي حالة العكس فإنه سيتم اتخاذ قرارات حاسمة، إما بإلغاء كل الألقاب والمنافسات وتجميد الموسم، أو اعتبار الموسم منتهيا حسب الترتيب الذي انتهى به قبيل وقف المنافسات.
ويبدو أن الدوري المغربي يسير في أحد الاتجاهين، وهو ما سيعرف ما بعد عيد الفطر المقبل، أي بعد نهاية فترة الحجر الصحي الثاني، حيث ستقرر الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم في مصير البطولة، وهو ما يشي بخلق تشويق غير مسبوق في تاريخ الدوري المغربي.
وفي مقدمة الترتيب يبدو أن الوداد سيكون بطلا في حال تم اعتماد التجربة الفرنسية، حيث يتصدر الفريق الترتيب بثمانية وثلاثين نقطة، وبعده بثلاث نقاط يوجد فريق الفتح الرباطي، غير أن منح اللقب للوداد البيضاوي لن يكون على قدر الإثارة التي يعيشها جمهور فريق اتحاد طنجة، الذي يوجد أسفل الترتيب بخمسة عشر نقطة، وهو المرشح الثاني للهبوط بعد فريق رجاء بني ملال.
ويحس أنصار اتحاد طنجة بغصة كبيرة على فريقهم الذي فاز قبل موسمين بلقب الدوري لأول مرة في تاريخه، وهو مهدد اليوم بقوة بالنزول إلى القسم الثاني، بعد مواسم قليلة قضاها في القسم الأول، حيث كانت الجماهير تطمح في أن يلعب الفريق أدوارا طلائعية في الدوري وفي المنافسات القارية، غير أن الرياح جرت بما لا تشتهيه سفينة الفريق.
ولن يكون فيروس “كورونا” المسؤول عن هبوط الفريق للقسم الثاني لو حدث ذلك، بل كان ذلك بسبب أخطاء كارثية ارتكبها المكتب المسير للفريق منذ صعود اتحاد طنجة للقسم الأول، من بينها التعاقد مع رقم قياسي من اللاعبين، حيث كان يتم تسريح كل لاعبي الفريق، تقريبا، في نهاية كل موسم، والتعاقد مع ما يقارب 15 لاعبا جديدا.
يضاف إلى ذلك ان الفريق أبرم صفقات فاشلة جداً مع عدد من المدربين، وهو ما دفع جماهير الفريق إلى المطالبة باستقالة المكتب المسير وتشكيل مكتب جديد لإنقاذ الفريق، وهو ما لم يلق استجابة، قبل أن تحل جائحة كورونا، والتي يبدو أنها هي من ستحسم في مصير الفريق، في الوقت الذي جنح أنصار اتحاد طنجة نحو السخرية السوداء، وألصقوا اسم “فيروس كورونا” بأحد الأشخاص النافذين بمكتب الفريق، والذي يعتبرونه المسؤول الأول عن الوضعية الكارثية للفريق على اعتبار أنه يتحكم في كل التفاصيل وتمر على يديه كل الانتخابات والقرارات.