إلى أين سيسير الخيال العلمي بعد “كورونا”..؟
الدار/ رضا النهري:
لعبت كتابة الخيال العلمي دورا كبيرا في إطلاق العنان لكل التكهنات الممكنة وغير الممكنة، وقرأ الناس، منذ عهد جول فيرن إلى الآن أشياء كثيرة عما يمكن أن تصل إليه البشرية، وكانت السينما أشد تأثيرا في ذلك حين حولت الكثير من روايات الخيال العلمي إلا أفلام ذات شعبية جارفة، كما تمت كتابة سيناريوهات سينمائية خاصة تطرقت لكل احتمالات المستقبل، الممكن فيه والمستحيل.
وبعد أيام قليلة من تفشي وباء “كورونا”، قفزت إلى الواجهة روايات وأفلام كثيرة، وكلها تتطرق لمواضيع حساسة مثل الأوبئة والكوارث البشرية، وبعضها، مثل فيلم “كونطاجيو” تطرق بكثير من الدقة المدهشة، لفيروس شبيه جداً بالفيروس الحالي، مع أن الفيلم ظهر سنة 2012، ولم يحظ وقتها بالكثير من الاهتمام، رغم ما يحتويه من تنبؤات مذهلة.
الأكيد، أن البشرية، بعد أن تجتاز محنة “كورونا بسلام، إن اجتازتها، فإن موضوع الخيال العلمي سيكون له طعم مختلف تماماً، ويتطرق لمواضيع أكثر خطورة بكثير من تلك التي كان يتطرق إليها من قبل، والأكثر من هذا هو أن الناس الذي كانوا يعتبرون كتب وأفلام الخيال العلمي نوعا من الهرطقة، سيغيرون رأيهم تماماً، لأن ما نعيشه في الواقع حاليا لم يكن أحد يصدق أنه سيحدث، وفي النهاية حدث ما حدث، وهذا يعني أن المستقبل مفتوح على جميع الاحتمالات.
ومن بين الفرضيات التي بدأ البعض يروجون لها هو أن البشرية، حتى وإن نجت من هذا الفيروس حاليا، فإنها ستلاقي مستقبلا في طريقها فيروسات أشد فتكا، مما يجعل الإنسان في صراع وجودي مع الفناء، أي أن كل أولويات البشر ستتراجع إلى الخلف مقابل أن يحرص الإنسان على الإبقاء على سلالته على هذا الكوكب.
البعض يطرحون إمكانية انقراض الجنس البشري خلال المائة سنة المقبلة، حيث سيعجز الإنسان عن مواجهة الأوبئة القاتلة، وستسير البشرية نحو الفناء بسرعة رهيبة، بعد ملايين السنين من الوجود البشري على ظهر كوكب، الذي بقدر ما كان كريما ومعطاء، فقد كان، كذلك، قاسيا وشرسا مع البشر.
عموما، هذه مجرد فرضيات نتمنى ألا تحدث، لكن من الأكيد أننا سنستمتع أكثر مع كتب وأفلام الخيال العلمي.