الدار/ رضا النهري:
كثيرة هي الأوجه الساخرة والمضحكة لفيروس “كورونا”، الذي يتغلب عليه الناس بالصبر والسخرية، لكن ليست كل السخرية المتعلقة بالفيروس من وحي الخيال او من تلك التي تتفتق عنها عبقرية الناس من أجل تحاوز محنة لا أحد يعرف نهايتها.
من بين المظاهر الطريفة التي خلقها هذا الفيروس هو أن النساء اضطررن للمكوث لأسابيع طويلة في منازلهن من دون إمكانية الخروج للعناية بأنفسهن عند المختصات في ذلك، مثل صالونات الحلاقة وغير ذلك، وهذا ما خلق لديهن إحساسا كبيرا بالغبن والمرارة، فالمرأة يمكنها أن تستغني عن أشياء كثيرة، إلا “شياكتها” والعناية بنفسها.
وما زاد الوضع سوءا هو ان النساء يلزمن المنازل رفقة أزواجهن، وهذه نقطة سيئة جداً بالنسبة للطرفين، فالزوج سيرى وجها آخر لزوجته لم يتعوده من قبل، والزوجة ستحس بالنقمة لأن الأزواج غير مضطرين للعناية بأنفسهم مثل الزوجات.
ويحكي تحقيق نشرته صحيفة “إيل موندو” الإسبانية عن حالات طريفة لنساء يردن أن يكن من بين الأوائل لارتياد صالونات التجميل والحلاقة مباشرة بعد بدء الرفع التدريجي للحجر الصحي عن عدد من مناطق البلاد. حيث بدأن السباق مبكرا من أجل الحصول على موعد مبكر.
وتقول صاحبة صالون حلاقة بالعاصمة الإسبانية مدريد إنها تلقت في بضعة أيام أزيد من ألف رسالة عبر هاتفها من نساء يردن الحصول على موعد مباشرة بعد انتهاء الحجر، وأن الكثيرات من هؤلاء النساء يبعثن رسائل تشبه التوسل من أجل الحصول على موعد قبل الأخريات، مثل عبارات”أرجوك أن تتفهمي ظروفي”، أو “يمكنني أن أؤدي السعر الذي تريدين”.
وتقول الصحيفة إنه في حال قيض لهؤلاء النسوة الوقوف في طوابير أمام صالونات التجميل بعد الحجر فإن منظرهن سيكون مثيرا للدهشة والضحك، حيث من الممكن أن يصبح طول الطوابير عدة كيلومترات،، وأن الأمر سيتطلب عدة أيام أو عدة أسابيع قبل أن تحظى المرأة بالعناية التي ترجوها.
ويبدو أن صالونات الخلاقة والتجميل ستكون أعمالها مزدهرة جداً بعد رفع الحجر الصحي، ليس في إسبانيا فقط، بل في كل مناطق العالم، وسيكون الأمر كذلك حتى بالنسبة لصالونات حلاقة الرجال، الذين بإمكانهم التغلب على ذوقهم عبر حلقها في المنزل، لكنهم لا يستطيعوا ذلك بالنسبة لرؤوسهم.